عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2010, 02:45 PM
المشاركة 376
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اثناسيوس القديس

ولدالقديس أثناسيوس الرسولى عام 286م بمدينة الأسكندرية , من أبوين وثنييت ثم ماتوالده وهو صغير السن . فقامت أمة بتربيتة
على أنة كان يميل منذ صغرة إلى معاشرةالمسيحيين ومخالطتهم , فإستطاع بذلك أن يعرف شيئاً عن الديانة المسيحية , وعنمبادئها السامية ولما بلغ سن الرشد أحبت والدتة أن تزوجة غير أنه رفض وأوضح لهاشيئاً عن الزهد والبتولية , مما تدعو إلية المسيحية وهنا حاولت والدتة أن تثنيه عنعزمة . مقدمة لة كل وسائل الإغراء الممكنة . ولكنها فى كل مرة كانت تلمس فى تصرفاتةدرساً جيداً من دروس المسيحية ! وأخيراً , ذهبت مع إبنها الى البابا إسكندر وقصتالأمر أمامة . فسر كثيراً بأثناسيوس , وبعدها قام بتعميدها , إستبقى الفتى لدية تحترعايتة فى الدار البطريركية . وإلتحق أثناسيوس بالمدرسة المرقسية اللاهوتيهبالأسكندرية . وهنا ظهرت بعض مواهبه فداوم على الدراسة بجد ونشاط حتى نبغ نبوغاًعظيماً , وليس أدل على ذلك من أنه قد أصدر عام 318م وهو لايزال طالباً . كتابةالأول "رسالة ضد الوثنيين" إمتازتة بغزارة المادة وقوة الحجة .
وقد إنعقد المجمعالمسكونى الأول فى مدينة نيقية فى شهر مايو سنة 325م , وخصص للإجتماع الساحة الوسطىفى القصر الملكى بالمدينة لإتساعها , حيث أعدت فيها المقاعد الكثيرة , كما وضع فىالوسط كرسياً مذهباً ليجلس عليه الإمبراطور قسطنطين الكبير , الذى رغب فى حضورجلسات المجمع بنفسه وقد إختيرت مدينه نيقية وهى العاصمة الثانية لولاية بيثنية وتقعفى الشمال الغربى من آسيا الصغرى بالقرب من سلسلة جبال , وقد تهدمت منذ زمن بعيد , ولم يبق منها سوى أطلالة بالية وفى موضعها الأن نجد قرية "أسنيك" التركية ويبدو أننيقية هذه كانت على شئ من العظمة والجمال .

وفود الاساقفة :-
قبلالموعد المحدد لانعقاد المجمع بدأت وفود الاساقفة تصل إلى نيقية من كل مكان وكان فىمقدمة الحاضرين وفد كنيسه الإسكندرية المؤلف من الكسندروس بابا الأسكندرية يصحبةرئيس شمامستة وسكرتيرة الخاص أثناسيوس الرسولى مع جماعه من الاساقفة .
(( وكنتترى بجوار الكسندروس شابا ضئيلا لم يتجاوز الخامسة والعشرين , لكنة كان فصيح اللسانقوى العقل ذكى الفؤاد طلق المحيا علية سمات النشاط فى هدوء وصفاء)).
(( ذلكالشاب الضئيل والرجل النحيف هو رئيس الشمامسة أثناسيوس الرسولى العظيم , على أنةوإن لم يكن إلا رئيس شمامسة بسيط , وتابعا صغيرا لألكسندروس البطريرك فقد قرع أسماعالمجتمعين بحماسة وبراعتة فى حواراتة حتى إرتفعت إلية الأعناق , وشخصت إلية الأبصار )).
وحضر أيضا أنسطاسيوس أسقف أنطاكية ويوساب أسقف قيصرية , ومكاريوس أسقفأورشليم , وبولس أسقف قيصرية الجديدة ويعقوب أسقف نصيبين وأسبر يدون أسقف قرطبةوبعض أساقفة إيطاليا والفال وأسبانيا وبريطانيا , إذا لم يتمكن سلفستروس أسقف رومامن الحضور لكبر سنة أناب عنة القسين ( ويتن وويكندس) وحضر أيضا أريوس القس المبتدع ( وكان وقت أنعقاد المجمع يناهز الستين من عمرة ) وبعض أنصارة ومنهم أوسابيوس أسقفنيكوميديا .
وبلغ عدد الآباء 318 أسقف منهم 310 من الشرق , 8 فقط من الغرب , ولعل ذلك راجع الى قـلة الاساقفة , ولضعف المسيحية فى الغرب فى ذلك الوقت وقد ذكربعض المؤرخين أنة عندما عقد المجمع أولى جلساتة كانو كلما أرادو إحصاء عدد الأعضاءالحاضرين أضافوا واحدا إلى العدد الأصلى ليشيرواإالى وجود الله فى وسطهم . إثباتالقول الكتاب (إذا إجتمع أثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم ) .
هژںه¸–هœ°ه‌: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوعالمسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجلمعنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابطمن فضلك اضغط هنا للتسجيلفى المنتدى

+ المباحثات التمهيدية :
وبديهى أن هؤلاءالأساقفة لم يحضروا جميعا فى وقت واحد , وأكبر الظن أنة قد إنقضى أكثر من إسبوعينقبلما يكتمل عددهم فى المدينة ويروى جماعة المؤرخين أن ثمة إجتماعات تمهيدية , كانتتعقد فى الشوارع والمنازل حيث كانت تدور مباحثات ومناقشات حول القضية الرئيسية التىسينعقد المجمع من أجلها , ألا وهى ( بدعة أريوس) . فكنت ترى فى مكان ما نقاشا حارابين الأرثوذكسيين والأريوسيين , بينما يستدعى إنتباهك فى موضع أخر الأساقفةالأرثوذكس , وقد إنتظموا فى هيئة جلسة يرتبون فيها أقوالهم ويدرسون حججهم وبيناتهم . ولقد حضر إلى نيقية فى الأيام القليلة السابقة لعقد المجمع الكثير من الفلاسفةالوثنيين والمسيحيين , ليتمتعوا بمشاهدة المجمع وما سيدور فية من نقاش . ويقال أنبعضهم قد إشترك فى بعض المباحثات التمهيدية التى نحن بصددها . وكثيرا ما كان يحترمالنقاش بين الفريقين المتباحثين إلى درجة ترتفع فيها الأصوات فتحدث جلبة وضوضاء .

+ الجلسة الاولى للمجمع :
إتخذ كل واحد من الأساقفة مكانة فى المجمع , وعندئذ حضر الإمبراطور قسطنطين الكبير مع أفراد حاشيتة وأراد أن يجلس فى أخر القاعة , غير أن الأساقفة أشاروا علية بالجلوس على المقعد المخصص لة فى صدر القاعة , فقبلبعد أن أوضح لهم أن حضورة فى وسطهم كمستضيف فقط لأن : ( الحكم فى قضايا الإيمان لايختص بسلطة الملك , إنما خصة سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لايمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابطمن فضلك اضغط هنا للتسجيلفى المنتدى بالأساقفة فقط ) .
جلس الإمبراطور , ثم جلس عن يمينة الباباالكسندروس وأثناسيوس رئيس شمامستة ويوساب القيصرى , وعن يسارة جلس أوسيوس أسقفقرطبة التى أسندت إلية رئاسة المجمع – لكبر سنة – وأريوس وأكبر أعوانة , وشغلالأساقفة بقية المقاعد . وإصطف الجمهور على جانبى القاعة .
وعندما أعلن إفتتاحالجلسة الاولى رسميا , وقف أوسابيوس المؤرخ أسقف قيصرية ( الذى تولى سكرترية المجمع , والقى خطاب الافتتاح على الإمبراطور ورد أيضا الإمبراطور خطابا على أعضاء المجمعوقد قال الإمبراطور : أنة إعتنق الديانة المسيحية وعندما رآة إبليس إغتاظ منة وأثارإبليس فى كنيسة المسيح ليحزننى فطلب الإمبراطور أن يبذلوا الجهد لإقناع الخصمبالبراهين .
ثم بدأ المجمع يزاول أعمالة بالنظر فى بدعة أريوس . فحدث كثير منالجدل والنقاش ورفعت الجلسة الاولى دون الوصول إلى نتيجة ما .

+ استمرارالمناقشة :
وفى اليوم التالى عاد المجمع إلى الإنعقاد . وقدم أريوس المبتدعصورة إعتقادة التى قال فيها (( إن الإبن ليس مساويا للآب فى الأزلية , وليس منجوهرة , وان الآب كان فى الأصل وحيدا , فأخرج الإبن من العدم بارادتة , وأن الإبنإلة لحصولة على لاهوت مكتسب )) !!.
وما أن سمع الأساقفة هذة الأقوال حتى تهيجوالما حولة من بدع وضلالات وإذ أخذ أريوس يدافع عن معتقدة . إنبرى لة رئيس الشمامسةالقديس أثناسيوس وأفحمة بردودة القوية وحججة الدامغة , حتى أظهر ضلالة وأبان فسادرأية .
هژںه¸–هœ°ه‌: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمةمن ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلكلانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابطمن فضلك اضغط هنا للتسجيلفى المنتدى
دهش الأساقفة من موقف أثناسيوس هذا , الذى لم يكن بلغالثلاثين من عمرة بعد , وفرحوا كثيرا لفصاحتة ونبوغة ومقدرتة على إثبات المعتقدالقديم , كما نظر إلية الإمبراطور قسطنطين الكبير الذى أخذ ببلاغتة وعلمة وقال لة : ( أنت بطل كنيسة الله ....) .
وعندما بدأ الآباء فى تحديد العقيدة السليمة , كان الأريوسيين يوافقون على ظاهر أقوالهم , ثم يؤولونها بما يكون لصالح عقيدتهمالفاسدة , وأخيرا تدخل أثناسيوس وإقترح أن تضاف إلى العقيدة عبارة
Homo - ousion
اى مساو فى الجوهر , للتعبير عن حقيقة صلة الأب بالإبن , غير أنالأريوسيين ( Homo - ousion)
رفضوها وأرادوا إستبدالها بعبارة مشابهة ( ) ورغمأن العبارة الاخيرة لا تغير منها سوى حرفا من الأولى . إلا أنها تختلف عنها فىالمعنى إختلافا كبيرا وبعد نقاش كبير أخذ راى المجمع , فوافق على عبارة القديسأثناسيوس .

+ الحكم :
وتوالت جلسات المجمع إلى أن تم وضع قانون الإيمانمن أول ( بالحقيقة نؤمن بإلة واحد ...... الذى ليس لملكة إنقضاء ).
ولقد وقععلى قانون الإيمان هذا أكثر من 300 أسقف , ولما إمتنع أريوس وأنصارة عن التوقيعحرمهم المجمع , عما قرر نفى أريوس وحرق كتبة .

+ نهاية اريوس الوخيمة :
بعد أن حكم المجمع النيقاوى بحرم أريوس – ونفية إلى(الأليريكون ) ولكنة تمكن منالرجوع إلى الأسكندرية بعد نفى البابا أثناسيوس إلى تريف فرفضة الأكليروس والشعب , وخاف الوالى من حدوث ثورة نتيجة لوجودة فأرسلة إلى القسطنطينية حيث إستطاع بمعاونةبعض أتباعة , من مقابلة الإمبراطور قسطنطين , وفى رياء وخداع أظهر لة أنة متمسكبالإيمان المستقيم , فأمر الإمبراطور بقبولة !!
كما حاول الأنبا إسكندر بطريركالقسطنطينية توضيح خداع أريوس وعدم إستطاعتة قبولة , غير أن الملك بقى مصرا علىتنفيذ أمرة . وحدد لذلك يوما معلوما ذهب إسكندر البطريرك ويعقوب أسقف نصيبين إلىكنيسة إيرينى , وصليا بدموع إلى الله كى يرفع عن كنيستة هذا السخط , وكان البطريركيطلب منة تعالى أن يميتة قبل أن يرى أريوس مصليا فى إحدى كنائسة !
وفى مساءاليوم المحدد لمجى أريوس أحضروة بإحتفال عظيم , وما أن دنى من الكنيسة حتى شعر بمرضمفاجى وأحس كأن أحشاؤة تتمزق !
وهكذا قضى نحبة وإستراحت الكنيسة من شرة !.
وما أعظم ما قالة سقراط المؤرخ ( فى ك ا ف 68) (( أمات الله أريوس فى مرحاضعمومى , حيث إندلقت أمعاؤة ! وقد إعتبر الشعب هذة الميتة إنتقاما من العدل اإالهىلهذا الهرطوقى )).

+ بعد انتهاء المجمع :
بعد إنتهاء المجمع بزمن قليل , يرينا التاريخ كيف ناضل القديس أثناسيوس الرسولى البابا الأسكندرى , وحامى عنالإيمان , متمسكا بما أصدرة هذا المجمع من قرارات .
وقد كتب عنة بعض الآباءاللذين حضروا المجمع النيقاوى وصفا قالوا فية : ( كان يبلغ من العمر نحو الثلاثين . قصير القامة رقيق البنية وإن كان لة جبهة عريضة ويضى وجهة بنور النعمة وتفصح عيناةعن إرادة قوية ويخرج منها بريق لهب نفاذ كالسيف ) .