الموضوع
:
نهـــــر الوعـــى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
1146
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
المشاركات
798
+
التقييم
0.28
تاريخ التسجيل
Jul 2016
الاقامة
رقم العضوية
14730
01-03-2021, 01:45 PM
المشاركة
1
01-03-2021, 01:45 PM
المشاركة
1
Tweet
نهـــــر الوعـــى
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...TJltX_xbPLI5DQ
نهــــــر الوعى
كتب د. مصطفى محمود
ما أرانى وجدت نفسى مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة ، أو أرغب فى استعادة لذة ، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بى العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة .
ذلك ما أرانى قد شعرت به أبدا .
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعى يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر . يضيق بلذته كما يضيق بآلامه . وأن الوعى دائما إلى اتساع ، والرؤية إلى اتساع ، والعقل إلى نضج ، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر .
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلىّ هذا النقص وعودا باللذة . فإنى لا أراها على البعد لذة .
بل أراها مرضا وحماقة ، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس فى وجدانى وكأنما تقوم قيامتى الخافضة الرافعة من الآن .
فتنقلب المدلولات . فإذا باللذة ألمٌ ، وإذا بالألم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أى متاع .
وإذا كان فى العمر لحظات أعتز بها فعلا . فهى لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة . حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع ، فأرى النفوس على ما هى عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعة .
وهى دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهرى أنا فى الختام على ما لا يرضينى . وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا . التى هى حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف فى أمر الخواتيم التى لا يعلمها إلا الله !
رد مع الإقتباس