[size=6"]
قصيدة كتبتها قبل عدة سنوات انشرها عسى ان تنال من
أساتذة المنتدى النقد والتوجيه
صانعة المحال
أفنيتُ عمري في رباكِ رحالا = وطرحتُ فكري في عطاكِ سؤالا
وجمعتُ من كلِّ العلومِ لأرتوي = ممّا ملكتِ نوادراً وخِصالا
وطرقتُ أبواباً لكنْهكِ باحِثاً =عمّا احتويت وكيف صغت كمالا
فرأيتك الحبُلى بما يروي الصّدى= نهلاً ويجري فاهُك الأعسالا
تجرين في سبلٍ كأنّك آية = بين الزهورِ وتعتلين تلالا
تزهين في ذللٍ كأنّك للضحى = شمسٌ تضيءُ وتفلقُ الإسدالا
للنحلِ أوحى ربّها أن ترتقي= ما يعرشون وتستقلُّ جبالا
سبلاً هداها ربّها ومسالكاً = فإذا بها تعلو الزهورَ سجالا
وتنالُ من كلّ الثمارِ طعامَها = طيْباً يفيضُ وكوثراً وظلالا
بين الزهورِ تناغمتْ رقصاتُها = فكأنّها حورٌ تسودُ دلالا
ثمّ الكريمُ أثابَها من جودِه = رزقاً تعانقُه هوىً ومَنالا
تحيا لأيّامِ كأنّ عطاءها = كعطاءِ منْ عاشَ السنين نزالا
عمرٌ يغابطُه الزمانُ لأنّه = يزدادُ فوق مثيلهِ أفعالا
فوق المناحلِ والزهورِ تلألأتْ = ككواكبٍ تفضي السماءَ جلالا
حين المياسم تنثرين لقاحَها = تحني الغصونَ ثمارُها أثقالا
مرحى لأجنحةٍ بديعٌ خلقها = والرأسُ يحملُ للعيانِ نجالا
صوتُ الرفيفِ كأنّه معزوفةٌ = لجميلةٍ قد أرقصتْ خلخالا
مرحى لمملكةٍ تفوقُ بزهوها = بلقيسَ مُلكاً والرشيدَ رجالا
يا نحلةً البركاتِ يا أمّ العطا = منك الشرابُ يرمّمُ الأوصالا
ياليتني أدنو لنحلٍ ظامئاً = وأذوقُ منها للشفا مِثقالا
فإذا بذاك الشهْدِ يبرأُ علّتي = ويعيدني بعد الأفولِ هلالا
وسجدتُ مذهولاً لخالقِ نحلةٍ = قد أوجدَ الأكوانَ والآجالا
أهلُ العقولِ لنحلةٍ إن قاربوا = للهِ خرّوا سُجداً أوجالا
يا خيرَ معجزةٍ وآية خالقٍ = ملء الوجودَ معاجزاً وتعالى
[/size]