الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
12-23-2020, 12:03 PM
المشاركة
3230
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,394
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَظُنُّ مَاءَكُمْ هَذَا مَاءَ عِنَاقٍ ....
قالوا : كان من حديثه أن رجلًا بينا هو يَسْتَقِي وبيتُه تِلْقَاءَ
وجهه ، فنظر فإذا هو برجل مُعَانِقٍ امرأته يُقَبلها ، فأخذ
العَصَا وأقبل مُسْرعًا لا يشكُّ فيما رأى ، فلما رأته امرأتُه
جعلت الرجلَ في خالفة البيت بين الخالفة والمتاع ، فنظر
يمينًا وشمالًا فلم ير شيئًا ، وخرج فنظر في الأرض فلم ير
شيئًا ، فكذب بصره ، فقالت المرأة كأنها تريه أنها قد
استنكرت من أمره شيئًا : ما دهاك يا أبا فلان ؟ أرعبك
شيء ؟ فكتَمَها الذي رأى ، ومضى لحاجته ، فلما كان في
الوِرْدِ الثاني قالت : يا أبا فلان : هل لك أن أكفيك
السَّقْيَ وتودع اليوم فإني قد أشفقتُ عليك ؟ قال : نعم
إن شئتِ ، فأقام في المنزل ، فانطلقت تسقي وتَحَيَّنَت منه
غَفْلة فأخذت العَصَا ثم أقبلت حتى تفلقَ بها رأسَه فشجَّتْه ،
فقال : ويلك ! ما لك ؟ وما دهاك ؟ قالت : وما دهاني يا
فاسق ؟ أين المرأة التي رأيتُهَا معك تعانقها ؟ فقال : لا ،
والله ما كانت عندي امرأة ، وما عانَقْتُ اليومَ امرأة ،
قالت : بلى ، أنا نظرت إليها بعيني وأنا على الماء ، فتَحَالَفَا ،
فلما أكثرت قال : إن تكوني صادقة فإن ماءكم هذا ماء عِناق .
يضرب مثلًا في الدواهي ، قاله أبو عمرو ، وروى غيره :
عَنَاق : بفتح العين ، وقال : العَنَاق والعَنَاقة : الخيبةُ ، وأنشد :
سَرَى لَكَ بِالعَنَاقَةِ مِنْ سُعَادٍ
خَيَالٌ فَاجْتَنَى ثَمَرَ الفُؤَادِ
وهما مستعار للخيبة والأمر المظلم من عَنَاق الأرض ، ومنه
قولهم : لقيت منه أُذنَيْ عَنَاق ، لأنهما مسودَّانِ ولا يفارقهما
السواد .
رد مع الإقتباس