الموضوع
:
وحش لطيف
عرض مشاركة واحدة
12-18-2020, 08:53 AM
المشاركة
5
ماجد عبدالله العلي
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Apr 2020
رقم العضوية :
16089
المشاركات:
119
رد: وحش لطيف
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى الحريزي
-أين ذهب السكان ؟
سأل والدهشة تملأه ...
وقفت أم عمر , وأم رشيد , وجدته العجوز أمام متجر أبو فخري , هناك حيث اصطف جموع من المارة مذهولين ..
هاهو تلفاز أبو فخري الذي اِشتراه منذ أيام قليلة يعرض أمام أهالي القرية جمعاء لأول مرة .
همس أحدهم لمن بجواره ...
- يقال أنه لايوجد سوى 40 قطعة من هذا الجهاز في عموم البلاد ..
سقطت كل الأصوات في بئر مكتومة , راحت الأنظار تلتهم المشهد , سكت الصغار وافترشوا رمل الأرض جالسين .
اقتحمت المشهد أم سعيد حاملة أرطال من الخبز الدافئ على رأسها في لفافة قماش ,
وبدا وكأنها كانت تلهث متلهفة لرؤية هذا الحدث العجيب .
أعادوا على مسمعها القصة من البداية , اِشترى السيد أبو فخري جهازاً منذ أيام يدعى التلفاز ,
شيء كثيراً ما سمعنا عنه ولم نره من قبل , وهاهو يعرض هذا الجهاز الفريد على أهالي القرية هذه اللحظة .
انطلقت بعض الأصوات محشوة بالدهشة . أكمل أبو عامر صب أنغام الثناء والمدح على أبو فخري ,
وحين أنهى حديثه أنصرف الحضور وعادوا في المساء .
تسامر الأهالي أمام المتجر حتى بزوغ الفجر .طل الصباح فاتراً , غطى القرية في سبات عميق ,
خرج الناس الى أعمالهم في وقت متأخر وعانوا آثار السهر .
مرت ثلاث أشهر ...
بدأ الجهاز الجديد يغزو منازل القرية , بيت أم سمير, وأبو أمير العطار , وبضع بيوت ..حتى باع فقيرهم قطعة أرضه وأقتناه .
بدأت تُسمع دوي حوادث في القرية , طفل أصيب بحادث جراء تقليده ماأسموه الرسوم المتحركة ,
أبو أمير يطلق زوجته بعد رحلة 40 عاماً , خميس الحلاق يستبدل مهنته بالغناء في الأفراح .
أبتلع الجهاز الجديد ضحكات الأطفال وصوت قباقبهم في الطرقات ,
تسمرت الأعين أمام الشاشة . جفت , وترهلت , وذبلت حكايا الجدات .
الجميع أنغمس في المشهد .
ليس وحشا لطيفا حسب القصة ، بل غول مرعب ! احسني الظن بالتلفاز ، فهوا نعمة عظيمة سبحان المولى يسر لنا هذا الجهاز العظيم الذي لم يعد ممكن الاستغناء عنه .
القصة جميلة وبسيطة ودافئة وتعبر عن موهبة قصصية أنيقة ،،،
تحياتي
رد مع الإقتباس