عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2022
 
إلهام محمد مصباح
من آل منابر ثقافية

إلهام محمد مصباح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Nov 2018

الاقامة
ليبيا - الزاوية

رقم العضوية
15707
12-17-2020, 08:05 PM
المشاركة 1
12-17-2020, 08:05 PM
المشاركة 1
افتراضي حلم نحو النهاية
حلم نحو النهاية
كعادته أحمد استيقظ صباحا ليأتي بالخبز ، وفي طريق العودة يمر من أمام دكان العم عبدالرحمن ليحضر لوازم البيت ، يستوقفه ليسرق معه حديثا لطيفا أو ساخنا عن أمور الدنيا والدين ، كروتين يومي لقضايا عّدة – أحدها محرم كأن تتكلم عن السياسة بشيء من الرفض.
ثلاث رجال ورابعهم صاحب الدكان ! متذمرون من طموح عجزوا أن يتحقق بل يئسوا أن يأتي أصلا.
لم يفكر أحمد في بلدته ولا في الدولة إلا كاسم موجود في بطاقته وهويته فقط ، شغل هذا الموضوع تفكيره المحدود طوال الطريق . فلم لم يفكر ماذا بعد اليوم ؟ الغد ماذا سأصبح ؟ كيف ؟ ولم ؟ حتى سخط من الوضع بشكل لا إرادي.
عاد إلى البيت ولم يتناول إفطاره كعادته ، بل فتح النافذة يتأمل البشر لعله يجد تفسيرا لأسئلته.
مرّ اليوم ونام سريعا حتى يجتمع بعبد الرحمن لعل الأمور تتضح.
لم يكن اجتماعا عاديا ! لا بل مشوارا وخططا للتغيير.
إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ! هذا شعارهم واستقطبوا الشباب الحالم ليكونوا أول الفاتحين!
وأتت لحظة التغيير ، خرجت حاملا البندقية وأنا أرسم الأزهار مكتملة في طريقي ، وأنشد أن أزهري دنياي فربيعك حان .
سيأتي المال ويلحق به البنون والزينة من كل مكان ، خرجت ولم أبالي أنني ربما لن أعود ، خرجت وتراتيل أمي بالدعاء في أذناي ونظرة الأب الفخور في عيناي .
يقول أحمد أنني عدت ولكن لم أعد كما كنت . عدت بعد أن سلبت مني قدمي ! عيني ! ونصف الحلم .
عدت ولم يعد معي العم عبدالرحمن فالعجوز قد مات ليولد حلم أو لأولد أنا من يدري .
مرت السنين ولم يدرك أحمد أن الشتاء حلّ إلا لحظة اعترافه بعجزه ، جالسا على الطرقات يتسول قوت يومه.
كبر أحمد ونسي الناس ما قدم نسوه وسارت مراكبهم وتركوه في غيابات الجب . أمّه ماتت وأبوه وحلم الولد ، تزوج إخوتي ونسوا الدار وساكنيها.
كبر أحمد سنة تلو السنة وهو يردد هدفي شريف حلمي بريء حتى ذبل وتساقطت أوراقه ، كبر ولم يدري هل هو ذخر للوطن أم خسارة له.
مات أحمد بعد عامه الستين وجئت أكتب ودمعي ينهمر على رجل من زمن النسيان. واضعا أوراقي على حافة قبره لعل مارا يقرأها فيغفرُ أو يترحم.