الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
12-15-2020, 07:54 AM
المشاركة
3034
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... طَالَ الأَبَدُ عَلَى لُبَدٍ ....
يعنون آخر نُسُورِ لقمان بن عاد ، وكان قد عُمِّرَ عُمْرَ
سبعة أَنْسُرٍ ، وكان يأخذ فَرْخَ النسر ، فيجعله في جوبة
في الجبل الذي هو في أصله ، فيعيش الفرخُ خمسمائة سنة
أو أقل أو أكثر ، فإذا مات أَخَذَ آخَرَ مكانه ، حتى
هلكت كلها إلا السابع أَخَذَه فوضعه في ذلك الموضع ، وسماه
لُبَدًا ، وكان أطولَهَا عُمْرًا ، فضربتُ العرب به المثلَ فقالوا :
طال الأبَدُ عَلَى لُبَدَ ، قال الأعشى :
وأنْتَ الذّي أَلْهَيتَ قَيْلًا بِكَاسِهِ
ولُقْمَانَ إذ خَيَّرْتَ لُقمانَ فِي العُمْرِ
لِنَفْسِكَ أنْ تختارَ سَبْعَةَ أَنْسُرٍ
إذَا مَا مَضَى نَسْرٌ خَلَوْتَ إِلى نَسْرِ
فَعُمِّرَ حَتّى خَالَ أنَّ نُسُورَهُ
خلُودٌ ، وَهَلْ تَبْقَى النُّفُوسُ عَلَى الدَّهْرِ ؟
فعاش لقمان - زعموا - ثلاثَةَ آلافٍ وخمسمئة سنة ، قال
النابغة :
* أَخْنَى عَلَيهَا الَّذِي أَخْنَى على لُبَدِ *
وقال لبيد :
وَلَقدْ جَرَى لُبَدٌ فأدْرَكَ جَرْيَهُ
رَيْبُ المَنُونِ وَكَانَ غَيْرَ مثفَّلِ
لَمَّا رَأَى لُبَدُ النُّسُورَ تَطَايَرَتْ
رَفَعَ القَوَادِمَ كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ
مِنْ تَحْتِهِ لُقْمَانُ يَرْجُو نَهْضَهُ
وَلَقَدْ يَرَى لُقْمَانُ أن لا يأْتَلِي
قال أبو عبيدة : هو لقمان بن عاديا بن لجين بن عاد بن
عوص بن إرم بن سام بن نوح ، كأنه جعل عاديًا وعادًا
اسمَيْ رجلٍ ، والعربُ تزعم أن لقمان خيِّرَ بين بقاء سَبْع
بَعَرَاتٍ سُمْر ، من أَظْبٍ عُقْرٍ ، في جَبَل وعْرٍ ، لا يمَسُّها
القَطْر ، وبين بقاء سَبْعَة أَنْسُرٍ ، كلما هلك نسر خلف بعده
نسر ، فاستحقر الأبعار واختار النسور ، فلما لم يَبْقَ غير
السابع قال ابن أخ له : يا عمِّ ما بقي من عمرك إلا عمر هذا ،
فقال لقمان : هذا لبد ، ولبد بلسانهم الدهر ، فلما انقضى عمر
لبد رآه لقمان واقِعًا ، فناداه : انْهَضْ لُبَد ؛ فذهب لينهض فلم
يستطِعْ ، فسقط ومات ، ومات لقمان معه ، فضرب به
المثل ، فقيل : طال الأبد على لبد ، وأتى أبَد على لُبَد .
رد مع الإقتباس