اشتبه الأمرُ على الأب الجاهل ، بفعل ثرثرات الناس ، بأن ابنته فعلتْ شيئاً من العيب
كمّم فاها ، وربط عينيها ، وقيد يديها ، وجرّها إلى وادٍ بعيد عن عيون الناس
كان الليل قد أحكم قبضته على النهار ، وسكن كلُّ أهل القرية وهجعوا إلى النوم
وهناك ، سنّ سكينه وذبحها ذبح الشياه ، وقبل أن يُلقي بها في بئر سحيقة ، طاب له أن يُفتّش جيوب مريلة المدرسة ، حيث التقطها من البيت وهي للتو عائدة من المدرسة ، لطم وجهه عندما عثر على دليل يدين الطفلة ، ورقة صغيرة رسم عليها قلب أحمر يخترقه سهم ، كان قد ألقاها في جيبها ابنُ عمّها وكتب عليها ، الليلة سنزوكم أنا وأمي لطلب يدك .
وعاد يُجفف أصابعه من العار الذي ذبحه للتو ، ونام على وجهه عشرات السنين ،
ولفترة طالت ، ظلّ صدى صوتِ صرخات الطفلة يَسمعه كلُّ من مرّ بجانب الوادي وصداه يتردد ( مظلووووومة )