الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2020, 08:50 AM
المشاركة 2677
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر


القصيدة التي لا تثير زوابع التأويل قصيدة بكماء لا يُعوّل عليها، وإن نطقت فصوتها لا يتجاوز حنجرة شاعرها، والرواية التي لا تجعل الناس ينقسمون بين مؤيّد ومعارض لها مجرد حكاية قديمة لا يذكرها أحد، والفيلم الذي لا يتناقش الناس قضاياه في وسائل النقل والحدائق العامة ليس أكثر من تقرير وثائقيّ عن أشخاص عاديين لا يهتم بحياتهم أحد، وكذلك المثقف الذي أنتج القصيدة/الرواية/الفيلم سيظلُّ في بال المتلقّي مجرد بهلوان فاشل يمضي عمره كاملا في السقوط من السلك المعلق الذي يسعى لعبوره.

الجماهيرُ لا تؤمن غالبا بالجودة الفنية بل بالصدق الفنيّ، إن لم تكن صادقا فلن تلتفت لك، هي تؤمن بما تحسّ أنه يعبّر عنها، وتتبع المثقف الذي ينطق بلسانها، ويكتب بأصابعها، وينظر بأعينها، لذلك حين احترقت بيروتُ لم تجد الجماهير إلا قصائد نزار قباني و محمود درويش وأغاني فيروز لتعبّر عن الفجيعة، لأنها تجنح للعواطف الجاهزة والكلام الجاهز والانفعالات الجاهزة في الصدمات الكبرى، لا تجد الوقت لتكتب وتغني وتصرخ بذاتها، فتستعير ما يعبّر عن حالتها الشعورية، ولا تجد غير الأدب.


إنَّ الأدب ليس كلاما عابرا، إنه الصوت الذي يردده الصدى إلى أن يصمت آخر إنسان على وجه الأرض.

مقالة فلسفية بعنوان ( جدليّة الأدب والمجتمع
ل ابن منابر / محمد بوثران
رائعة والله