الموضوع
:
ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
2525
محمد بوثران
من آل منابر ثقافية
المشاركات
90
+
التقييم
0.02
تاريخ التسجيل
Feb 2013
الاقامة
رقم العضوية
11909
11-20-2020, 07:24 PM
المشاركة
1
11-20-2020, 07:24 PM
المشاركة
1
Tweet
ليلُ المدينة البارد، وأصابع طفلةٍ في الخامسة
ليلُ المدينةِ باردٌ في الخريف، باردٌ مثل قطعة ثلجٍ تذوب على مهل في كأس الكولا، وباردٌ مثل أصابع طفلةٍ صغيرةٍ لم تتجاوز الخامسة من عمرها، تنام على بلاط الرصيف بلا أملٍ في الدفء، تلفّ جسدها الهزيل ببطانية قديمة، وتتأملّ العابرين الذين يتجنبون النظر إليها قدر ما يستطيعون.
ليلُ المدينة موحشٌ أيضا، تتوسّد الطفلة فخذ أمّها المنهمكة في فتح عُلبة الطعام الجاهز التي منحها إياها عضو جمعيّة خيرية أعتقد أنَّ اسمها القلوب الرحيمةُ أو اسم مشابه، والعابرون لا يزالون يتجنبون النظر إليها.
ليلُ المدينةِ مُظلمٌ وهادئ، وتنام مرتجفةً تحتَ شلالٍ من الضوء المنهمر من عمود الكهرباء القديم، لولا وجهها المتّسخ لأضاءت ما حولها، لكنّ المارة بالكاد ينتبهون لوجودها، يمرّون سراعا كأنها كابوسٌ مخيف، وأمّها الثلاثينية تطعمها بيدين خشنتين، وتهمس في أذنها عبارة غير مسموعة، والمدينة تصغي لكلّ الأصوات إلا صوتهما.
أنا لا أحدْ
ألف روح وهذا الجسدْ
رد مع الإقتباس