" إليك ! "
هواكَ يسكنني روحًا إلى الأبدِ
وأنتَ تملكني يا صَبوةَ الخَلدِ
هواكَ يحبسُ لي الأنفاسَ ما عَبرتْ
ذكراكَ في خافقي بالشَّوقِ والسَّعَدِ
هواكَ بعثرني في كل ناحيةٍ
وأنتَ تجمعني في كلِّ مُقْتَصَدِ
كمِ انتهيتَ إلى نفسي بأغنيَةٍ
تميسُ حبًّا على ثغرِ المُنى الغَرِدِ ؟!
فتنتني بالهوى يا نزوةً سُكبتْ
على فؤاديَ منْ ريحانةِ الشَّهَدِ
فكيفَ أنسى يديكَ انسابَ بينهما
خَفْقُ الصبابةِ لمّا عانقتكَ يديْ
وكيف أنسى على التهيامِ وقفتنا
ونظرَتَينا تلاقتْ دونما سَهَدِ
تذوبُ فيَّ غرامًا شفّني وَلَهًا
وتبعثُ اللَّوعةَ السَّكرى على كَبِديْ
أعودُ منكَ إلى عينيكَ أحسبني
فررتُّ منَ حبِّكَ المجنونِ للأبدِ
هواكَ يرفعني شوقًا ويخفضني
وأنتَ تمزجني روحًا بلا جسدِ
أهيمُ فيكَ وأحلامي مدلَّهَةٌ
بطرفِكَ الناعِسِ الفتَّانِ في شَرَدِ
ويجهلُ الناسُ أنِّي مدنفٌ كلفٌ
وأنَّكَ اللَّاعجُ المخبوءُ في عضديْ
إليكَ تحملني يا ظبيَ نشوتنا
عيناكَ إذْ فترتْ في وجنةِ البَرَدِ
فما ابتدا الحسنُ إلّا بعدما فترتْ
وما انتهى الحزنُ إمَّا غبتَ يا أمديْ
فلا تسلنيَ عنْ وجدي وعن شغفي
ولا تلمنيَ إذْ أُودعتُ في الكَبَدِ
هواكَ يا رئتي أودى بأشرعتي
فصرتُ رهنًا لريحِ الحبِّ في جَهَدِ
هواكَ يُهلِكني، وأنتَ تملِكني
روحًا ، وتُسلِكني تيهَ الهوى الأبدِيْ