ولا أدري
بأيّ بدايةٍ أشرعتُ أغنيتي .. وملحمتي؟
متى كانت؟
متى كنّا؟
وذاك القلبْ..
متى اشتعلت به خفقاته الأولى؟
فأربكني..
طفقتُ ألمُّ شعثَ البوحِ والنظراتِ
أخصفه عليّ بصمتيَ الشاتي..
وتفنيني ملامحه..!
أنا صمتٌ عجنتُ بطينهِ يومي
أقدّسهُ..
وألعنهُ..
/
/
فراغٌ أقتفيهِ إليكْ..
تباغتني..
ببسمتك التي غادرتها ولهًا.. ودمعةِ خوفي الآتي..
وغضبتك التي قد أيقظت ضعفي..
فأيقنتُ الحياةَ معكْ..
حنانكَ إذ تجافيني..!
أنا إلاك لا أعدو سوى حرفٍ يذوب بطيفك المغرورِ
أيُّ قصيدةٍ تدنو فتدنيني..!
أيا صوتًا ترسّل في خبايا الروحِ موّالاً..
يمطّ أنينهُ مطرًا.. وعطرًا أوغلَ الذكرى على بابي
وشبّاكي..
وأشيائي أبعثرها كما شوقي..!
كما لونٍ تشدّق فرطَ ما أهواه يرسمني..
ويجرمُ والهوى عبثٌ..
وعينك –يا غيابَ الروحِ- تفضحُ فيك تكويني..!
أنا صمتٌ..
وهذا الصمتُ وجهٌ عاثرُ الحظِّ..
تمرّد من ملالتهِ..
فما أحدٌ سيسمعهُ..
ومن يصغي لتي الصرخاتِ تختنقُ..!
ومن يقوى جنونًا باتَ يحترقُ..!
وأنت هناكْ..
وما عتبُ…!
إذا ما رمت بعضًا من شقاوتهِ
وبعضًا من تدلّلهِ..
تضاحك ساخرًا منّي..!
ويغمزني..
أللعهدِ الكذوبِ غدوتِ ناسكةً؟!
نذرتِ الحبَّ معجزةً..
فأيُّ نبوّة في الأفقِ تبعثني.. وتحييني؟!!
/
/
سلامًا عابرَ الأحلامِ ملء الرملِ يسبحُ في شراييني..
وتدرك كم وفاء النخلِ..
والصحراءِ..
والليل الحنونِ يطيرُ بي صوبكْ..
لتؤويني..!
وكم أودعتكَ الخفقاتِ ضائعةً
وشهقاتي..
ورائحةً سرت بالعشقِ تفشيها عذاباتي..
بلى.. أودعتها الكلماتْ..
ففضّ الحرفَ تلفيني..!
خالدة بنت أحمد باجنيد
18/7/ 1430ه
11/7/2009م