الموضوع
:
[ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 05:51 AM
المشاركة
53
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Dec 2009
رقم العضوية :
8249
المشاركات:
29,962
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
(
مراقبة النفس
)
-------------------------------------
إن هناك اصطلاحين مأخوذين من القرآن الكريم ..
والتفكير في هذه الأمور، قد يكون ثقيلا، فيقول الإنسان :
أين نحن وهذه المراتب ؟!..
ولكن هل الذي يعيش في الوادي ، يحرم عليه أن يتمنى القمم ؟..
وهذه القمة هي أمنية الإنسان !..
ومن يتهيب صعود الجبال
***
يعش أبد الدهر بين الحفر
إن هنالك نوعين من المراقبة :
أولا :
مراقبة النفس
..
وهذا مأخوذ من قوله - تعالى - في سورة الحشر :
{ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } ؛ أي الإنسان ينظر لنفسه ما هو موقعه في هذه الحياة ، وإلى أين وصل ؟..
فأول بياض يظهر على وجه الإنسان ، هو من موجبات الحزن والألم ؛ لأن هذا نذير الموت وقد بدأ العد التنازلي ..
حيث أن متوسط أعمار الأمة حوالي الستين ؛ أي الشاب في الثلاثين تكون قد بدأت انتكاسته .
ثانيا :
مراقبة الله عز وجل
..
وهو اصطلاح أرقى من مراقبة النفس فالذي في مرحلة المحاسب لنفسه هو في الوادي ، وغير المحاسب في القاع ؛ أما القمة فهي مراقبة الله عز وجل ..
أي أن الإنسان ينسى نفسه ، وينظر إلى العين الإلهية المراقبة له دائما ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى :
{ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
واعلم أنك لن تخلو من عين الله ، فانظر كيف تكون !..
أي يراقب الإنسان وجود الله - عز وجل - لا نفسه .
ما هي النتيجة
؟..
إن هذه الآية لطالما قرأناها ولم نتأمل معناها { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ..
ما معنى جاهدوا فينا ؟..
وما الفرق بين جاهدوا فينا ، وجاهدوا في سبيلنا ؟..
هناك فرق شاسع بين العبارتين :
إن كان لله ؛ فهو في سبيل الله ..
وإن لم يكن لوجه الله ؛ فلا سبيل في البين ..
أما الأرقى من هذا { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } لا في سبيلنا :
أي الذي جهاده في الله عز وجل ؛ يريد أن يصل إلى الله ، لا في خدمة دينه .
مثلا :
ينسى العبد ربه ، ويكتب مقالا لصالح الدين ، أو يتكلم لصالح الدين ؛ هذا جيد ومأجور عليه ..
ولكن الأرقى من ذلك أن تكون عين العبد على رب العالمين ..
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} الآن { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } ؛ بدأ من الله عز وجل ، وانتهى إلى السبيل ..
معنى ذلك والذين جاهدوا في سبيلنا ، ليس بالضرورة نهديهم سبلنا .. نعم يعطى الجنة ، ولكن في الدنيا قد يتخبط لأنه لا بصيرة له ..
وهو مأجور لأنه يعمل في سبيل الله عز وجل ؛ ولكن ليس هناك من وعد إلهي ، أن يهديه السبيل ، نعم : يسدد ، ويدعم ، ويعطى مزايا ..
ولكن الهداية والبصيرة ، هي كما يقول القرآن الكريم : للذين جاهدوا فينا.
الخلاصة
:
1-
أن هناك مراقبة للنفس ؛ فالإنسان الذي عينه على قلبه ، هذا من مصاديق الذاتية والأنانية المحمودة .. ولكن المؤمن الأرقى تكون عينه في السماء ، لا في النفس
.
2-
أن هناك فرقا بين جاهدوا فينا ، وجاهدوا في سبيلنا
.
3-
أن الوعد بالهداية ، مترتب على الذين جاهدوا فينا ، لا في سبيلنا
.
25 / 9 / 2010
رد مع الإقتباس