عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 03:55 AM
المشاركة 466
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لما أن ذكر الهدهد لسليمان سبب تأخره وغيبته عن المملكة، تأمل سليمان بثاقب نظره، وبتؤدة حتى لا يجور على هذا الهدهد المتهم إنما ليعطيه الفرصة كاملة لتقديم مبرراته وتسويفاته.
ثم إن توعد سليمان بمحاسبة الهدهد شملت ثلاثة أحوال:
الأولى: العذاب الشديد، إذا كانت ذرائعه واهية أو ضعيفة.
الثانية: الذبح، إذا كان كاذباً على نبي الله سليمان، من ثم يكون التجاوز عنه في هذه الحالة ذريعة وفتحاً لباب شديد الحرج والخطورة على المملكة والتحلل من قواعد الانضباط فيها...
الثالثة: إخلاء سبيله وبراءته، إذا جاء بالدليل القاطع الذي تبرأ ذمته به، حيث يكون ثمة طارىء ملح وضرورة قهرية فرضت نفسها عليه.
وبعد أن حكى الهدهد المشهد الذي صدمه من بلقيس وقومها الذين يسجدون للشمس من دون الله، قال سليمان بنظره الحاذق الحكيم: (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين )، ونلحظ هنا أنه لم يقل أصدقت أم كذبت؟ ولكنه أفرد الصدق مع ضمير المخاطب، وجمع الكذب، ليدلنا على ندرة الصدق وتفشي الكذب بين الكثرة الكاثرة من السواد الأعظم.
هذا الطبع المثالي لا بد أن يكون كذلك، قمة في العدل والتنزه عن أوضار الظلم، والتجرد من الهوى وسلطان النفس الذي يهدم دائماً ولا يبني أبداً.
كان آدم أبو الأنبياء، وأبو البشر أيضاً، مستهدفاً من إبليس اللعين الذي فشل في السيطرة عليه، فاخترق أوهى النقط في الأسرة الأولى على الأرض، فنفذ إليه من خلال حواء، وكان هذا مدخلاً خطيراً تسبب في عصيان آدم ربه وإخراجه وحواء من الجنة )فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا ........ (20)[الأعراف].(33)

~ ويبقى الأمل ...