الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 03:54 AM
المشاركة
464
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
سليمان والملك مع النبوة
كان سليمان بن داود، وأبوه، ويوسف بن يعقوب، هؤلاء الثلاثة كانوا ملوكاً وأنبياء، وقد أوتي كل منهم ما لم يؤت أحد من أنبياء الله من نعيم الدنيا ومتعتها، فنالوا خير الدين والدنيا معاً.
وقصة سليمان مع الهدهد التي ذكرها القرآن الكريم مشهورة، نعرفها جميعاً لكن حسبها أن تصور لنا الطبع المثالي
(32)
في أدق صورة وأعمق خصائصه ولطيف علائقه بالذات الإنسانية والطبع البشري.
يقول الله تعالى:
)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لاعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لاذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
(
[سورة النمل].
هذه القوة والصرامة والدقة والانضباط عند سليمان عليه السلام وسيطرته الكاملة على المملكة تبدي لنا طاقة جبارة وحرصاً بالغاً في تسيير دفة المملكة باتساق ونظام لا تتسع معه إلى مراوغة أو افتعال تبريرات للتخلف عن النظام العام والنسق المرسوم لديوان المملكة.
إن مملكة مديدة الأطراف واسعة الأفياء فيها العدد العديد والكثرة الكاثرة من الإنس والجن والطير، لا بد أن تكون في أشد الحاجة إلى حكم قوي مكين قوامه العدل والرأفة والشفقة على خلق الله، إذ إن الصرامة وقوة الحزم لا تمنع ولا يمكن أن تمنع من ترسيخ قواعد العدل والحق والحرية.
لقد كانت كل أمارات وملامح الرزانة والذكاء والقوة والنزاهة والعدالة متوفرة في أعلى مجاليها في شخصية سليمان. ولولا هذه القوة والضلاعة والثبات والعدل لما استطاع السيطرة على هذه المملكة ولا نفرط عقدها وتحللت علائقها.
إن الطبع الجموح والذي نراه أعلى الطباع، ويطيب لنا أن نستأذن علماء الطباع في تسميته بالطبع المثالي، يمتاز برقة الشعور لفرط الانفعالية مشفوعة بقوة في الفعالية مع الترجيع البعيد... إنه يتميز بحب العمل، وذلك مع الدقة والعزيمة والصبر والجلادة لتحقيق غاية منشودة. ولئن كان الغضبي محباً للفعل لذات الفعل، فإن المثالي يهتلك على الفعل لغايته أكثر منها لذاته... فضلاً عن تميز المثالي على الغضبي حيث إن المثالي منظم قوى الإدراك والاستيعاب شديد التركيز مع تميز الحس العملي وقوة الذاكرة.
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس