عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 03:53 AM
المشاركة 460
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من أهم سمات وأشراط هذا الطبع السقيم الرديء: الميل إلى الابتذال والتدهور الأخلاقي، مع الولوع الشديد بالأحوال الشاذة، كالسحر والجن والشياطين، مع إدمان النظر في الغيبيات... وهو في كل أحواله مهتلك على اللجاجات الفارغة، وهو يعلم في أكثر أحواله وأطواره أنه على غير الحق وأنه بعيد كل البعد عن المضمون....
ولما كان الذكاء موجوداً في كل طبائع البشر بلا استثناء إلا أنه لا توجد قاعدة ثابتة ولا قانون معين محدد لدرجة الذكاء ومستواه عند كل من هذه الطبائع. فلو تأملنا منهج إبليس ومسلكه نجده عالماً ومثقفاً واعياً: ).... أأسجد لمن خلقت طيناً (61) ([سورة الإسراء].
)خلقتني من نار وخلقته من طين (12 ) ([سورة الأعراف].
فهو على علم دقيق بأصل الخلق والخليقة، ويعرف جيداً أصل عنصره ومادة طبيعته، وجبلته الأولى، ثم هو يعرف قدر الله تعالى وعزته: )قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) ([سورة: ص]. ثم يستثني من يخرج عن طاعته ويتمرد على سيطرته: )إلا عبادك منهم المخلصين (83) ([سورة ص].... ثم إنه يعلم يقيناً أن الله تعالى بيده الخلق والأمر، وإن أمره بالكاف والنون، )قال أنظرني إلى يوم يبعثون (14) ([سورة الأعراف].
إنه كان مؤمناً بالبعث والحساب والجزاء لكن للأسف لم ينفعه علمه ولا ذكاؤه حيث تردى إلى أسفل درك، وهوى من حالق، وأورد نفسه موارد التهلكة التي لا صدر لها، وصار خسيئاً مطروداً مغضوباً عليه من رب العالمين إلى يوم الدين.

~ ويبقى الأمل ...