الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 03:52 AM
المشاركة
458
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
قال تعالى:
)
وإذا ما غضبوا هم يغفرون ( 37 )
(
[الشورى].
قال ابن كثير: أي: سجيتهم العفو عن الناس، وليس الانتقام من الناس
(13).
وقال الشيخ الصاوي: من مكارم الأخلاق التجاوز والحلم عند حصول الغضب، لكن يشترط أن يكون الحلم غير مخل بالمروءة
(14)
.
وقال الشافعي: من استغضب ولم يغضب فهو حمار.
(وزيد عليه: من استرضي ولم يرض فهو شيطان ).
والغضوب مبغوض عادة من الناس، لأنه غير مأنوس.
وقد ثبت من المأثورات الجليلة والمسموعات القيمة أن المنجني من غضب الله هو أن لا تغضب.
والغضبي بعيد عن نفسه، منزوي عن الناس، غير مرضي عنه عند ربه ما لم يهذب من أمره.
يقول تعالى:
)
.... حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ( 16 )
(
[الشورى].
(15)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الغضب من الشيطان )
. أخرجه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في السنن.
وورد في الصحيحين وغيرهما:
( إن رحمتي سبقت غضبي ).
وفي لفظ: (
إن رحمتي [ تغلب ] غضبي ).
وقد أخرجه الشيخان وابن ماجه
(16)
والعجلوني في كشف الخفاء
(17)
، والسخاوي في المقاصد الحسنة
(18)
، والترمذي في جامعه الصحيح
(19)
، وأحمد في المسند
(20)
، وورد بلفظ: (
سبقت رحمتي غضبي)
(21).
.
وقال صلى الله عليه وسلم:
( إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من نار )
(22)
.
ولذلك أوصي وأنصح الغاضب بأن يتوضأ لتساير عنه الغضب ويذهب عنه ما يجد لأن نار الشيطان يطفؤها الماء.
وقد ورد في الجامع الصحيح:
( اللهم لا تقتلنا بغضبك )
(23)
.
وحسب الغضب من القبح أن يقول فيه المعصوم:
( الغضب يجمع الشر كله )
(24)
.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب )
(25)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني! قال: ( لا تغضب ) فردد مراراً، فقال: ( لا تغضب )
(26)
.
ومن أروع ما ذكره الخطابي ( شارح سنن أبي داود ): معنى قوله: ( لا تغضب ): أجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه
(27)
.
لكن هناك بعض الحالات تعتري فيها الحدة خيار الناس، وهي تختلف عن القوة الغضبية، لأن الحدة عرض من عوارض النفس التي تسري عن مكنون الكبت والقهر المضغوط في أطواء الضمير، ولا يقدر البشر على مغالبته، وهذا ليس صفة طبيعية ملازمة، ولكنها حال متغيرة سرعان ما تذوي وتنمحي آثارها، فهي بنت وقتها وبنت لحظتها، ورد في الحديث:
( الحدة تعتري خيار أمتي )
.
(28)
قال المؤرخون وعلماء السير والتراجم: إن أبا بكر رضي الله عنه كان خيراً كله على حدة فيه، وقيل: إن عمر بن الخطاب كان يخشى بوادره.
وهذه البوادر لا تعدو أن تكون لوناً من الحدة الفارطة في موقف من المواقف الحرجة، لكن سرعان ما يعود الأمر إلى حافرته.
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس