عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 03:51 AM
المشاركة 453
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

* الإشارات القرآنية:
إن الإشارات القرآنية الواردة في الكتاب العزيز إنما تعطينا صورة دقيقة للملامح والسمات والقسمات التي ينضوي تحتها الطبع، فهي إما تصرح بالطبع تصريحاً، أو تشير إليه تلميحاً، أو تقرر أخص خصائصه بلمحات ضمنية أو غير مباشرة.
وهنا يأتي دور الخبير المتمرس بطول المران على قراءة ما وراء الظواهر والمحسوسات، من خلال تقويم الإشارات واللمحات، وترجمة مدلولاتها بغير افتئات على النصوص، أو تزيد لا موجب له بحال من الأحوال.
لكننا بادي الرأي ـ قبل الولوج إلى جواهر المسائل ـ نرى وجوب الإشارة والتنبيه والتنويه عن عدة ملاحظات وتحفظات وهي:
أولاً: الغضب من أقبح الطبائع البشرية على مختلف مستوياتها، لكنه إذا كان منسوباً لله تعالى فإنه قمة العدل والقسط، لكونه منزهاً عن عوارض السلبية التي تعتور البشر، ولأنه بريء من الظلم والفساد ( حاشاه ذلك )، ومع هذا فإن رحمته سبحانه وتعالى سبق تغضبه. من ثم، فإنه في الصفات المشتركة بين الخالق والمخلوق تكون المشاركة لفظية فحسب، فإنه جل شأنه ( ليس كمثله شيء ).
ثانياً : الأنبياء كلهم مبشرون بالجنة لكونهم مخلصين مختارين، والغصب عندهم ليس بنقيصة تقدح في عصمتهم، وسلامتهم، وكمال إيمانهم. ولكن ورد في كل الأحوال على سبيل ضرب الأمثال والتعريض بالأمم، وهم مختلفون عن السواد البشري، فهم جميعاً معفو عنهم، مغفور لهم، وما ورد عنهم من المواقف والأحوال إنما كان استقصاءً وسبراً لأغوار النفس البشرية، مع إلهامهم المسارعة بالتوبة والإنابة، ورسم لهم سبحانه طريق الإعذار والإنذار وتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وهذا مفاده تعليم المكلفين كيف يتصرفون... والأنبياء جميعاً قدوة حسنة، أعذارهم ممهودة وأخطاؤهم مغفورة، وطباعهم مرضية...

~ ويبقى الأمل ...