الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
10-16-2020, 11:00 PM
المشاركة
2129
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... اسْعَ بِجَدِّكَ لَا بِكَدِّكَ ....
قالوا : إن أول من قال ذلك حاتم بن عميرة
الهَمْدَاني ، وكان بَعَثَ ابنيه الحِسْلَ وعاجنة
إلى تجارة ، فلقي الحِسْلَ قومٌ من بني أسد ،
فأخذوا ماله وأسروه ، وسار عاجنة أياماً ثم
وقع على مالٍ في طريقه من قبل أن يبلغ موضع
مَتْجَره ، فأخذه ورجع ، وقال في ذلك :
كَفَانِي اللهُ بُعْدَ السَّيْرِ ؛ إنّي
رَأَيْتُ الخَيرَ فِي السَّفَرِ القَرِيبِ
رأيتُ البُعْدَ فِيه شَقًا وَنَأيٌ
وَوَحْشَة كلِّ مُنْفَرِدٍ غَرِيبِ
فَأَسْرعتُ الإيابَ بِخَيرِ حَالٍ
إلى حَوْرَاءَ خُرْعُبةٍ لَعُوبِ
وإنّي لَيْسَ يَثْنِيني إذا ما
رَحَلتُ سنوحُ شَحَّاج نَعُوبِ
فلما رجع تباشَرَ به أهله ، وانتظروا الحِسْل ، فلما
جاء إبَّانُه الذي كان يجيء فيه ولم يرجع رَابَهم
أمرُهُ ، وبعث أبوه أخاً له لم يكن من أمه ، يقال
له شاكر في طلبِهِ والبحثِ عنه ، فلما دنا شاكر
من الأرض التي بها الحِسْلُ وكان الحِسْلُ عائفاً
يَزْجُر الطيرَ فقال :
تُخَبِّرُنِي بِالنَّجاةِ القَطَاةُ
وقَوْلُ الغُرَابِ بِها شَاهِدُ
تقولُ : ألَا قَدْ دَنَا نَازِحٌ
فِدَاء له الطّرف والتَّالِدُ
أخٌ لم تكُنْ أُمُّنَا أُمَّهُ
ولكنْ أبُونا أَبٌ وَاحِدُ
تَدَارَكَنِي رأفَةً حَاتِمٌ
فَنِعْمَ المربِّبُ والوَالِدُ
ثم إن شاكراً سأل عنه ، فأخبر بمكانه ، فاشتراه
ممن أسَرَهُ بأربعين بعيراً ، فلما رجع به قال له أبوه :
اسْعَ بِجَدِّكَ لَا بِكَدِّكَ ، فذهبت مثلاً .
رد مع الإقتباس