الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 03:33 AM
المشاركة
402
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
وإذا كان النظّام قد قصر الإعجاز على الإخبار بالغيب فقد فصّل الخياط ذلك، وذكر قضايا متعلقة ببعض الشرائح الاجتماعية مثل:
أ-التمكين والاستخلاف للمؤمنين (وذلك عند التزامهم بقواعد الضبط التي حددها القرآن وثبوتهم عليها ).
ب-قتال الأعراب المتخلفين (وهم شريحة اجتماعية مكونة من بعض المنافقين ) لبنى حنيفة في اليمامة والفرس والروم.
ج-امتناع أهل الكتاب(وهم شريحة اجتماعية معروفة ) عن المباهلة
د-عدم تمني اليهود للموت.
هـ-الإخبار عما في نفوس قوم.
و-ما سيقوله قوم.
ويبدو واضحاً أن هذه النظرية لم تكن في الجانب البلاغي من الإعجاز أو متعلقة بالإطار النظمي له بحال، بل كانت على العكس تماماً، وهذا ما يجعلها أمراً متفرّداً وصوتاً ناشزاً في دراسة الإعجاز داخل تراثنا الإسلامي الذي اتجه بكلياته نحو دراسة الإعجاز في جانبه البلاغي والنظمي.
وقد بقي هذا الجانب المضيء من نظرية النظّام بكراً، لم يكتب فيه أحد داخل التراث الإسلامي، ولم تفرد له المصنفات والمؤلفات كما هو شأن الإعجاز البلاغي الذي صار فيما بعد علماً قويّاً مؤسّساً له أهدافه واتجاهاته وتياراته وقواعده ومناهجه، ورغم أن بعض علمائنا الأقدمين قد أيّدوا الإعجاز الذي قال به النّظّام، إلا أنهم لم يكترثوا له كثيراً، ولم يؤلّفوا فيه.
ورغم كلّ ما قيل داخل تراثنا الإسلامي من آراء مناوئة لنظرية النظام، ورغم كلّ ما يقال عنها الآن، ورغم كلّ ما تحمل في طياتها من أخطاء وأغلاط نقر ببطلانها ولا يسعنا إلا إنكارها - فإن الجانب المشرق منها يبقى مشرقاً، وإن أحاطت به الظلمات من كلّ صوب. وذلك الجانب الذي نشير إليه ونقرّ بإشراقه وجودته إنما هو جانب الإخبار عن الحقائق الغيبية التي قصر النّظّام الإعجاز عليها، هذا مع اعتراضنا –بالطبع- على هذا القصر من حيث المبدأ، إذ أن للإعجاز عندنا وجوهاً متعددة وطرقاً مختلفة، ولا يقتصر على جانب الحقائق أو جانب البلاغة منفردين
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس