عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2020, 06:05 AM
المشاركة 2061
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... سُقِطَ فِي يَدِهِ ....

يضرب لمن نَدِم .
وقال الأخفش : يقال سُقِطَ في يده أي نَدِمَ ، وقرأ
بعضُهم (ولما سُقِطَ في أيديهم) كأنه أضمر الندم ، وجوز
أُسْقِطَ في يده ، وقال أبو عمرو : لا يقال " أُسْقِطَ "
بالألف على ما لم يُسَمَّ فاعلُه ، وكذلك قال ثعلب ، وقال
الفراء والزجاج : يقال سُقِطَ وأُسْقِطَ في يده ، أي ندم،
قال الفراء : وسُقِطَ أكثر وأجْوَد ، وقال أبو القاسم
الزجاجي : سُقِطَ في أيديهم نَظْم لم يسمع قبل القرآن ، ولا
عَرَفَتْهُ العرب ، ولم يوجد ذلك في أشعارهم ، والذي يدل
على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه
في كلامهم ، خفيَ عليهم وجهُ الاستعمال ؛ لأن عادتهم لم
تَجْرِ به ، فقال أبو نواس :

* وَنَشْوَةٌ سُقِطْتُ مِنْهَا فِي يَدِي *

وأبو نواس هو العالم النحرير ، فأخطأ في استعمال هذا
اللفظ ؛ لأن فُعِلْتُ لا يبنى إلا من فعل يتعدَّى ، لا يقال
رُغِبْتُ ولا يقال غُضِبْتُ ، وإنما يقال : رُغِبَ فيَّ وغُضِبَ
عليَّ ، قال : وذكر أبو حاتم : سَقَطَ فلان في يده أي ندم،
وهذا خطأ مثل قول أبي نواس ، هذا كلامه ، قلت : وأما
ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه ، ويَضْرِبُ إحداهما
بالأخرى تَحَسُّراً كما قال (ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْهِ) وكما
قال (فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفّيه على ما أنفقَ فيها) فلهذا أضيف
سقوط الندم إلى اليد .