الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 01:24 AM
المشاركة
382
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
ب- أثر القرآن في نفس الطفيل بن عمرو الدوسي:
الطفيل بن عمرو الدوسي شاعر شريف لبيب، صفات تجمع بين الذكاء العقلي الحاد والإحساس الوجداني المرهف إضافة إلى شرف المكانة العالية في قبيلته، فجاء مكة مقابلة رجال من مشركي مكّة وسادتها وحذّروه من السماع من محمد صلى الله عليه وسلم وخشية أن يؤمن به، إلا أن النتيجة كانت على عكس ما رموا إليه وأراده، لأن ما أثر في نفوسهم لابد أن يؤثر في نفس الطفيل وغيره، من كل من عقل كلام العرب وتذوّقه.
يقول الطفيل: كنت رجلاً شاعراًً سيداً في قومي، فقدمت مكّة فمشيت إلى رجالات قريش فقالوا: يا طفيل إنّك امرؤ شاعراً، وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا، فإنّه قد فرّق بين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء ودينه، فوالله ما زالوا يحدّثوني في شأنه وينهوني عن أن أسمع منه حتى قلت: والله لا أدخل المسجد إلّا وأنا سادّ أذني، فوضع قطناً سادّاً أذنيه كي لا يسمع القرآن.
ودخل الطفيل إلى المسجد الحرام، فإذا به يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً يصلّي عند الكعبة، فاقتربت منه، وأبى الله إلا أن يسمعه بعض قوله، فسمع كلاماً حسناً فقال في نفسه: والله إن هذا للعجز وإني امرؤ ثبت، ورجل شاعر لبيب، ما تخفى عليّ الأمور حسنها وقبيحها، والله لأتسمّعنّ منه فإن كان الّذي يأتي به حسناً قبلته، وإن كان قبيحاً تركته. فنزعت الكرفس، فلم أسمع كلاماً أحسن من كلام يتكلّم به، فقلت يا سبحان الله ما سمعت كاليوم لفظاً أحسن ولا أجمل منه.
ثم انصرف محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته وتبعه الطفيل حتى دخل بيته ثم قال له: يا محمد ! إن قومك جاءوني فقالوا لي كذا وكذا فأخبرته بما قالوا ثم أبى الله إلّا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنّه حقّ فأعرض عليّ دينك، فعرض عليّ الإسلام فأسلمت
[105].
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس