عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 01:22 AM
المشاركة 376
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أثر القرآن الكريم في النفوس:
الأمثلة والنماذج على تأثير القرآن الكريم في النفوس عديدة على اختلاف الزمان والمكان، سواء أكانت النفوس كافرة أم مؤمنة، وسواء أكانت نفوس عرب تعرف العربية لغة القرآن الكريم وتتذوّقها أم كانت نفوس أعاجم لا تكاد تعرف من العربية شيئاً.
ونقدّم فيما يلي نماذج لثلاثة أصناف أثّر فيهم القرآن الكريم: الكافرون، والمؤمنون وغير العرب:
أولاً: تأثير القرآن في نفوس الكفّار:
قال الله تعالى: { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون }[94]
ويروي التاريخ أن الإحساس بتأثير القرآن الكريم كان يجذب رؤساء هؤلاء المعاندين ليلاً لاستماع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، على ما كان من نهيهم عن سماعه وتواصيهم بذلك.
يروى أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق كان كل واحد منهم يأتي من ناحية على غير موعد إلى حيث يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي من الليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا فجمعهم الطريق وتلاوموا، وقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أوّل مرّة ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل واحد منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألّا نعود، فتعاهدوا على ذلك ثم تفرّقوا.
فلما أصبح الأخنس ذهب إلى أبي سفيان يسأله عما سمع فقال خيراً، ثم خرج حتى أتى أبا جهل فدخل عليه فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد، فقال: ماذا سمعت ! تنازعنا نحن وبنو مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منّا نبيّ يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك مثل هذه ؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدّقه[95].


~ ويبقى الأمل ...