الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 01:19 AM
المشاركة
365
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
مظاهر أثر القرآن الكريم على المؤمنين:
عندما نتتبّع أثر كلام الله تعالى – القرآن الكريم – فيمن سمعه وتدبّره من البشر فإننا نجد أنّ أوّل من يتأثّر بكلامه هم من تلقّوه، وكلّفهم الله ببلاغه للبشر وهم الأنبياء والرسل، ولذلك يقول الله تعالى بعد أن تحدّث عن بعض الأنبياء والرسل في سورة مريم:
{ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذريّة آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذريّة إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجّداً وبكيّاً }[54].
فهؤلاء إذا سمعوا كلام الله المتضمّن حججه ودلائله وبراهينه سجدوا لربّهم خضوعاً واستكانة حمداً وشكراً على ما هم فيه من النعم العظيمة والبكي جمع باك، فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا اقتداء بهم وإثباتاً لمنوالهم، ولما قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سورة مريم سجد وقال: ( وهذا السجود فأين البكيّ ) يريد البكاء
[55].
وجاء في الظلال ( أولئك النبيّون ومعهم من هدى الله واجتبى من الصالحين من ذرّيتهم صفتهم البارزة ) إذا تتلى عليهم آياته، فال تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم من تأثّر، فتفيض عيونهم بالدموع ويخرّون سجّداً وبكيّاً )
[56]
ويقول أبو السعود ( هنا بيان خشيتهم من الله تعالى وإخباتهم له مع مالهم من علو الرتبة وسمو الطبقة في شرف النسب وكمال النفس والزلف من الله عزّ سلطانه خرّوا ساجدين باكين )
[57]
والسجود حركة ظاهريّة، تعبّر عن أعلى وصدق درجات الانقياد والاستسلام والتذلّل للمسجود له، وأما البكاء فهو تنفيس عن انفعالات داخليّة شديدة يعجز صاحبها عن التعبير عنها فتعبّر عيناه بالدمع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّل المتأثّرين بالقرآن الكريم تأثّراً باطنياً وظاهرياً وكفى سلوكه شاهداً على ذلك وبرهاناً عليه.
[58]
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس