عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 12:57 AM
المشاركة 307
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- وفي الحج يقول صلي الله عليه وسلم:" يا أيها الناس: خذوا مناسككم، فإني لا ادري لعلي لا أحج بعد عامي هذا" (سنن النسائي: برقم 3012). - ودرس عملي رائع في الاعتماد على النفس، ومكافحة المسألة: عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي يسأله، فقال: "لك في بيتك شيء؟ قال: بلى، حِلْسٌ نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقدح نشرب فيه الماء، قال: ائتني بهما، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده، ثم قال: من يشتري هذين ؟ فقال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: من يزيد على درهم ؟ ( مرتين أو ثلاثًا)، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: اشتر بأحدهما طعامًا فانبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قَدومًا، فأتني به، ففعل. فأخذه رسول الله، فشدَّ فيه عوداً بيده، وقال: اذهب فاحتطب ولا أراك خمسةَ عشر يومًا، فجعل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فقال: اشتر ببعضها طعامًا وببعضها ثوبًا، ثم قال: هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لِذِي فقرٍ مُدْقِع، أو لذي غُرْمٍ مُفْظِع، أو دمٍ موجِع".
في هذا الهدي الشريف يتجلى أمامنا موقف تعليمي رائع، فالرسول كان بإمكانه أن يمنح السائل شيئًا من ماله، أو يندب الصحابة إلى إعطائه ما يسد حاجته ذلك اليوم أو بضعة أيام. غير أنه أراد أن يلقن ذلك السائل القادر على الكسب والحاضرين جميعًا درسًا عمليًا في الاعتماد على النفس، وذم المسألة وبيان عواقبها الوخيمة على الإنسان في الدنيا والآخرة. ولقد تولى رسول الله بنفسه بيع ممتلكات السائل الزهيدة، في مزاد علني، ثم أمره أن يشتري بدرهم طعامًا لأهله وبالآخر قدومًا. وقد حرص عليه الصلاة والسلام على أن يشد في القدوم عودًا بيده الشريفة، إظهارًا لأهمية الموقف وجدية الأمر وشرف العمل، ثم أمره أن يحتطب ويتكسب من بيع الحطب.

~ ويبقى الأمل ...