الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 12:51 AM
المشاركة
294
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
- إن دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم كمبلغ عن ربه سبحانه وتعالى، دعوة عالمية إنسانية، موجهة إلى كافة الخلق بخطاب أخلاقي، وعقلي، وعملي، ووسطي غايته بناء الاجتماع البشري، والتحضر الإنساني الذي يكون بمقدوره تحقيق مقاصد الشارع في الخلق، وتوفير موجبات الاستخلاف للعباد. لقد كان صلي الله عليه وسلم يخاطب الناس حسب إفهامهم، ودرجات وعيهم، وقدراتهم، وفي كل خطابه راعى الرحمة، والتيسير على الخلائق، وحملهم محمل المصلحة، ورفع الحرج، ونبذ شرائع الإصر والأغلال، وإدخالهم في السلم كافة، قال تعالى:
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء : 107)،
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
(يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا)
(متفق عليه من حديث أنس رصي الله عنه).
صفوة القول:
إن الأزمة التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية خصوصاً، الإنسانية عموماً، ليست أزمة منهج، وإنما أزمة فهم للمنهج، وكيفية التعامل معه. أزمة تنزيل للمنهج على الواقع، وتقويمه به. فالإسلام بمصدريه الخالدين: الكتاب والسنة، والسيرة كتنزيل عملي وأنموذج، هو المنهج ، وأن المعايرة للواقع، والتحديد للخلل والمشكلات والأزمات، إنما يكون في ضوئها. وأن أي معاودة للنهوض، واستئناف السير الاجتماعي والحضاري، مرهون بتقويم الواقع ، وفق ذلكم المنهاج.
إن تعاليم النبوة في المسألة الاجتماعية، تشكل بالنسبة للمسلم، إن هو فقهها تماماً، مركز الرؤية، وتبصر بالسنن الاجتماعية الأساسية التي تحكم مسيرة الحياة، والاجتماع البشري، والتي تشكل له عواصم من الزللز كما أنها تمكن في الوقت نفسه من الإفادة من الوسائل التي حاولت مناهج البحث الغربي تجريدها في أدوات تسهم في تقليل الخطأ في النتائج، كالتأكيد على استخدام الملاحظة، والإحصاء، والاستبيان، واختيار العينات، والمقابلة، والمعايشة، والمقارنة، والمطابقة.
وهذه كلها أدوات تستعين بها العلوم الاجتماعية اليوم، ويمكن أن تستعين بها العلوم الاجتماعية الإسلامية، وتصوب، وتحسن توظيف نتائجها بما تمتلك من الضوابط المنهجية في الوحي المعصوم، والسنن الاجتماعية التي شرعها الكتاب، وبينتها السنة. إن المسلمين قادرون على هضم التراث العالمي في مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية، والتجاوز بها إلى تحقيق المقاصد، والحكم، والوظائف التي يفتقدها الغربي، الذي أوجد علماً، وأضاع حكمة، وأبدع وسيلة، وافتقد غاية. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
للتواصل من الكاتب
ا.د./ ناصر أحمد سنه عبر العناوين التالية:
Nasenna62@hotmail.com
Nasser_senna2000@yahoo.com
المراجع والمصدر:
- برغوث عبد العزيز بن مبارك: المنهج النبوي، والتغيير الحضاري، سلسلة كتاب الأمة ، العدد: 43، رمضان 1415هـ، قطر.
- د.أحمد محمد كنعان: أزمتنا الحضارية في ضوء سنّة الله في الخلق، كتاب الأمة العدد: 26، المحرم 1411هـ، قطر.
- منصور زويد المطيري: الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع..الدواعي والإمكان، كتاب الأمة ، العدد، 33، قطر.
-السيرة النبوية لابن هشام. - مقدمة أبن خلدون. - ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت.
- رجاء جارودي، مستقبل الإسلام في الغرب، ترجمة د.رفيق المصري، دار العالم للطباعة والنشر، جدة، ط 1، 1405هـ. - رجاء جارودي: الإسلام وأزمة الغرب ترجمة د.رفيق المصري، دار العالم للطباعة والنشر، جدة،ط1، 1403هـ.
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس