عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 12:51 AM
المشاركة 292
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خصائص الحلول التغييرية لما بالأنفس والمجتمعات.
- إن المتتبع للهداية النبوية، يجدها قد سارت بتوافق تام، مع سنن البناء الاجتماعي، التي ترافق عملية الربط الحضاري للإنسان برؤية كونية. ولهذا كان التوجيه القرآني حاسماً في التنبيه على الساحة المركزية للتغيير الاجتماعي الأصيل، وهي الساحة النفسية بمفهومها الشامل، قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الرعد:11).
فثمة ضرورات خاصة بفهم الرؤية الكونية عموماً، وتحدثت عن ضرورات خاصة بالمجتمع، وسلوكه الاجتماعي (سلباً وإيجاباً). كما تحدثت الآية عن ضرورات خاصة بالمنهج التغييري لما بالأنفس، والتي جاهد الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل (ربط) هذه النفوس والعقول بالخطاب الإلهي، وأتاح لها فرصة الاستجابة لتوجيهات الوحي الأعلى.
- إن هذه الحركة التغييرية لما بالأنفس وهي تتفاعل مع مشكلات الواقع، وهمومه، سعت وتسعي إلى استيعاب متطلبات المجتمع، وسماع خطابه، وحاجاته التي يرفعها الناس علي اختلافها.. عقلية، أو نفسية، أو أخلاقية، أو تربوية، أو معاشية أو مادية، أو عصبية أو قبلية أو جدلية الخ.، كي تتمكن من تقديم الخير له.
- يقول الفيلسوف "رجاء جارودي": "إن ما يميز العلم الإسلامي، هم أنه لا يفصل أبدا بين الاستعمالين الرئيسين للعقل: البحث عن الأسباب، والبحث عن الغايات، أي الملاحظة والاستقراء، اللذين يسمحان بالانتقال من الوقائع إلى القوانين والنظريات، وبالصعود من غاية إلى غاية، من غاية تابعة إلى غاية أسمى "(رجاء جارودي، مستقبل الإسلام في الغرب، ترجمة د.رفيق المصري، دار العالم للطباعة والنشر، جدة، ط 1، 1405هـ، ص:17).

~ ويبقى الأمل ...