الموضوع
:
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
عرض مشاركة واحدة
09-25-2010, 12:49 AM
المشاركة
288
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
فالحسد، والتناجش، والتباغض، والتدابر.. أمراض نفسية، وأخلاقي، تؤدي إلى سلوكيات ، وأعمال للجوارح، تؤثر في الحركة الاجتماعية بأكملها. كما إن البيع على بيع الأخر (الخِطبة علي خِطبته)، والظلم، والخذلان، والكذب، والتحقير.. إلخ أمراض أخرى تصدر عن نفوس مريضة، وكل هذه الظواهر السقيمة تصنع أزمات مجتمعية. لذا فالرسول صلي الله عليه وسلم يشير إلى الموقع الحقيقي (التقوى ههنا) في عالم القلب، والعقل، والنفس. ولهذا يضع صلي الله عليه وسلم حدوداً أخلاقية لحفظ القلوب، وتزويدها بالضابط الروحي، والناظم والوازع الأخلاقي، لتنسجم مع سنن الله في الخلق (كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه).
- وعلى صعيد منهاج حل هذه تلك المشكلات الاجتماعية وغيرها، نجد "حديثاً سُننياً" آخر يعطي توجيهات لتأسيس القاعدة الأخلاقية والسلوكية للبشر: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
(من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يتلمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون الكتاب ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّـأ به علمه لم يسرع به نسبه"(رواه مسلم).
إن ربط كل فعل "بشري" بجزاء "إلهي" أمر غاية في الأهمية، ولا نظير له. فربط تنفيس الكربة في الدنيا، بالتنفيس الكرب في الآخرة - وما أعظمه من أمل يعيش من أجله المسلم.
كما ربط التيسير على المعسر، بتيسير الله في الدنيا والآخرة الخ (برغوث عبد العزيز بن مبارك: المنهج النبوي، والتغيير الحضاري، مصدر سابق، ص:96). وهكذا تواصل منطقية السنة ونظام منهاجيها الأخلاقي السلوكي العلمي الوسطي الذي يمكن تطبيقه في أرض الواقع، وفي حياة الناس، تبغي المحافظة على مقاصد الشارع في الخلق، كما أمر المولى تبارك وتعالى. ولعل الغاية القصوى للسنة، والتي أخذتها من القرآن الكريم ، هي السعي إلى (إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبداً لله اختياراً ، كما هو عبد لله اضطراراً) (الموافقات، ص:168).
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس