عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 12:49 AM
المشاركة 286
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إن الأهداف المادية (الطينية) لا تمتلك الروح الدافعة، التي تخلق للناس اهتمامات ترتفع بهم فوق وجودهم الأرضي الزائل، وتربطهم بالواقع الرباني المتسامي، الذي يستلهمون منه (النَـفس الحضاري) الممكن في الأرض.
- ونراه ـ رضي الله عنه ـ يشرح للنجاشي مبادئ الإسلام، و"منهاجه الإصلاحي العام" حيث قال: "فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله ، لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه، من الحجارة، والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة".
إنها بداية ظهور منظومة جديدة من الأهداف، وشروق "عافية وتعفف اجتماعي"، بدأ يسجل حضوره التوحيدي العقدي والتاريخي، ومعالم نموذجه الكوني العالمي. إنها عملية إفراغ للعقول من المواريث الاجتماعية الجامدة، والمعطلة، وإخلاء للقلوب من مس الهوي، وشياطين الإنس والجن في آن معاً.
ومن ثم بناء تلك العقول بالقيم الحية، والأفكار السليمة، وتعمير تلك القلوب بالمبررات الدافعة، والشحنات الإيمانية القوية والفاعلة.
- عندما تعطي السنة النبوية حكماً حضارياً، وتاريخياً مضطرداً، فإنما تأخذ حجتها من الموقف القرآني الكلي الشامل والمهيمن، وتعتمد فيما وصلت إليه على "استقراء" كلي للمنطق القرآني في دراسته للظاهرة الاجتماعية/ الحضارية التاريخية. ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط، إلا وكثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان، إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق، إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر بالعهد، إلا سلط الله عليهم العدو) (الموطأ موقوفا علي ابن عباس رضي الله عنه، قال ابن عبد البر رويناه متصلاً عنه، ومثله لا يُقال رأياً) .

~ ويبقى الأمل ...