عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 12:48 AM
المشاركة 283
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من إعجاز النبوة استشرافها الحلول الجذرية للمشكلات الاجتماعية والحضارية



. أ.د. ناصر احمد سنه/ كاتب وأكاديمي من مصر.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لا يخفي علي أحد أن المجتمعات الإسلامية خصوصاً، الإنسانية عموماً، وهي تعاني ما تعاني من مشكلات اجتماعية/ وحضارية، بحاجة ماسة إلى فهم أعمق وتطبيق أسرع لمقاصد الشرع الحنيف، ولخطاب القرآن الكريم الخالد، وهدايات النبوة والرسالة الخاتمة. تلك المقاصد، وذاك الخطاب، وهذه الهداية التي استوعبت المراحل والحالات، والمشكلات والأزمات الاجتماعية والحضارية كلها..عافيةً ومرضاً، نهوضاً وسقوطاً، نصراً وهزيمة، حركة وركوداً، اجتماعاً وتفرقاً، إعماراً واستخراباً الخ فامتلكت الحلول لهان والإجابة الكاملة علي أصول مشكلاتها وأزماتها، وسبل التعامل معها، وإلا كيف استحق أن يكون خالداً، خاتماً، ومحلاً للأسوة والاقتداء؟!: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"(الأنعام: 153)، ويقول تعالي: "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين"(يوسف : 108).
إن النبوة والرسالة الخاتمة.. اللبنة النهائية في البناء المتكامل الكامل لدين الإسلام:"إن الدين عند الله الإسلام" (آل عمران:19)، "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً" (المائدة: 3) لذا فقد أصبح الإسلام بناء المستقبل الخالد، ومنهجه الدائم، الذي اكتمل، وكمل على يدي رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وأصبح في مأمن من النقص أو الانهدام، قال تعالى: "اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون" (المائدة: 3). وأمتلك ناصية الحلول لكل ما يعن من مشكلات وأزمات. ولعل الأزمة ألاقتصادية العالمية وتبعاتها الحالية (ولعل المجال هنا لا يتسع للإسهاب في هذ الأمر) خير شاهد علي ذلك.
فلقد حرمت الشريعة الربا "وأحل الله البيع وحرم الربا" (البقرة:275)، فـ"الربا هو الطريق الوحيدة في التعامل الاقتصادي التي تجعل دورة الثروة تجري في اتجاه واحد، مما جعل النظام الصناعي نظاما استغلاليا". لقد أثبت التاريخ بطلان الأحكام الوضعية التي يتوصل إليها البشر بأنفسهم، بعيدا عن الوحي المعصوم. فبسبب تحريم الربا استمر الاقتصاد الإسلامي لمدة ألف سنة، دون أن تظهر طبقة فاحشة الغنى، وأخرى فاحشة الفقر.

~ ويبقى الأمل ...