عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2010, 12:04 AM
المشاركة 600
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مما قال عنها المستكشفون

قال عنها بلجريف:

"... من هنا يظهر جبل شمر بشكل عام، عندما نقارنه بالمناطق الأخرى المحيطة به، قاصيها ودانيها، يظهر وكأنه قطعة من النقود، جرى سكّها حديثاً، تتلألأ بكل نقائها وبريقها، بين كومة من العملات المكررة والمشوهة...... كانت المسافة الزمنية التي تفصل الشمس عن أفق الغروب، قرابة الساعتين، عندما دخلنا الشِّعب الضيق المنحني، إلى أن وصلنا طرفه الآخر، وهنا وجدنا أنفسنا على حافة سهل كبير، يصل طوله وعرضه إلى عدة أميال ومحاط من جميع الأجناب، بمتاريس أو استحكامات جبلية عالية، في حين كانت تقع مدينة حائل أمامنا، على بعد مسيرة ربع ساعة.... وأوحت لنا المدينة بشئ من المعاصرة، بل وبشئ آخر من قبيل الأناقة غير المعتادة، التي طالعتنا من قبل في القرى التي مررنا عليها، ولكن الواضح، أن حائل، كانت مدينة بمعنى الكلمة، فضلاً عن أن مساحتها كانت تتسع لحوالي ثلاثمائة ألف نسمة أو ما يزيد على ذلك، ولو أن شوارعها ومنازلها كانت متجاورة وقريبة من بعضها مثل شوارع كل من بروكسل وباريس ومع ذلك فإن عدد سكان حائل، لايزيد، في واقع الأمر، على عشرين أو أثنين وعشرين ألفاً، وذلك بفضل البساتين والساحات الكبيرة التي تدخل ضمن الأسوار الخارجية للمدينة... ".

وقال عنها أويتنج:

"... وبعد أن تجاوزنا مرتفعاً رملياً صغيراً انتقلنا إلى طبيعة مختلفة تماماً حيث سرنا وسط سهل خصب من الرمل ترعى فيه أعداد كثيرة من الإبل، مما يعني دخولنا في منطقة الجبل، وهذه التسمية تطلق على تلك المساحة الواقعة بين النفود شمالاً والقصيم جنوباً، وتعتبر هذه المنطقة من أفضل المناطق مناخاً، مما يجعلها أكثر مناطق شبه الجزيرة العربية خصوبة واخضراراً...... قبل دخولنا في الممر الجبلي خيّمنا لتناول العشاء تحت مجموعة من شجر الطلح، ولقد أدى منظر المرتفع الخصب والمواشي التي ترعى فيه، وكذلك أشجار البرية وروعة الواجهة الجبلية خلف المنظر... لقد أدى ذلك إلى إضفاء حالة من الرضا الشديد على محيانا...".

وقال عنها والن: "

* تكثر في جبلي أجا وسلمى الينابيع والآبار، ومياه آبارها، دون استثناء، من نوعية ممتازة، عذبة وخفيفة، وتساعد على الهضم السريع.
* إن الحبوب المزروعة في حائل تفضّل على المستوردة من بلاد ما بين النهرين، بسبب جودتها وطبيعة مادتها، وتباع بسعر أعلى من سعر الحبوب المستوردة.
* إنني أعد شمر، على نحو لا نزاع فيه، واحدة من القبائل الأكثر نشاطاً وقوة في بلاد العرب في الوقت الحاضر (عام 1845م)، وقوتهم ونفوذهم يزدادان بإطراد كل سنة. فمن حائل إلى القصيم، ومن ديار ابن سعود في نجد إلى جبال الحجاز، خضع العرب لإبن رشيد والتزموا بطاعته من خلال أداء الزكاة له.
* في أثناء إقامتي في حائل كان هناك نحو 200 شخص من جميع أنحاء بلاد العرب ضيوفا على الأمير عبد الله (عبد الله بن علي الرشيد) ينتظرون صدور قرار في قضية أو قضاء حاجة أخرى.
* يقول السكان أن أي فرد يمكنه أن يسافر عبر أراضيهم من أدناها إلى أقصاها حاملاً ماله فوق رأسه دون أن يعترضه أحد أو يخاف، مجرد خوف، من نهبه.
* في المراحل الأولى للوهابيين كانوا يحرّمون التبغ (الدخان) تحريماً قطعياً، ويحرّمون لبس الحرير للرجال، ويحرّمون الشعر والموسيقى وكافة أنواع الفنون واللهو، وقيّدوا أكل الأرز لفترة لأنه لم يكن موجودا على عهد الرسول، ويحرّمون العلاقات الودية مع المسلمين الآخرين فضلا عن غير المسلمين، ويعدّون قتالهم واجباً دينياً ان استمروا في زيارة أضرحة الأولياء. أهالي حائل من جهتهم، كانوا قد أخبروني بطريقة لا تخلو من التهكم والسخرية أن أتباع ابن سعود لا زالوا يعتقدون بهذه المبادئ الوهابية ويتمسكون بهذه الآراء. أما أهالي حائل وشمر فقد أبطلوا هذه الممارسات، ويتحلون بالتسامح إزاء زوارهم أيا كانوا.
* تحتوي مكتبة القاضي في حائل على كتب فقهية فقط، اشتراها جميعا من مشهد علي النجف.
* حينما قدمت إلى حائل دهشت كثيراً ليس فقط لرؤيتي الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث واثنتي عشرة سنة في مجالسة كبار السن، ومبادلتهم الحديث، ولكن أيضاً أخذ رأيهم في مواضيع تفوق مستواهم، والاستماع إلى مايقولونه باهتمام. ويعيش الصغار مع آبائهم في محبة وألفة، ولم أر في حائل تلك المشاهد الكريهة المألوفة بمصر، والد حانق يضرب ابنه، ولا رأيت الإذلال الذي يعانيه صغار الأتراك الذين لا يُسمح لهم ابداً بالجلوس أو حتى الكلام في حضرة آبائهم المتغطرسين، ولم أر في العالم كله أولاداً أكثر تعقلاً وأحسن خلقاً وأكثر إطاعة لآبائهم من الحائليين.

* على الرغم من آراء الوهابيين ضد الشعر، إلا أن جبل شمر (حائل) يعتبر موطنه، وهم رجالاً ونساءاً ينظمون قصائد غالباً ما تكون مرتجلة، ويحفظ كل شخص صغيراً وكبيراً قصائد كثيرة، وأمراء عائلة الرشيد كلهم شعراء، كما كان امرؤ القيس، الشاعر الشهير الذي كان ملكاً عليهم قديماً.

~ ويبقى الأمل ...