درب الصحراء
صبراً ... صبراً...
أيتها الروح المعذبة
ما زالت الطريق في بدايتها
الرحلة طويلة
شاقة ....
قيظ الصحراء شديد
يلسع قدمي
يدميهما
ولا شجرة أستفيء بظلها
أبحث عن نبع ماء
أي جنون هذا؟
بل يكفيني إن وجدت نقطة ماء
لعلها تروي عطش السنين
أبحث عن كلمة صدق ...
نظرة عشق ...
نبض حنين ...
وطائر يحوم
ينعق في السماء
يرثي حالي
ينعى إلي خبر تيهي وضياعي
ليتني أجد في دربي
شجرة نخيل
أهزها إلي ...
فتساقط علي رطباً جنياً
وتكون مرة ثانية
معجزة السماء
فنحن النساء
لا ننجو إلا بمعجزات
لا حدود للصحراء
امتداد
فراغ
وحدة
نهار تحرق حرارته الأحلام
وبرودة ليل تجمد أطراف الأمل
الصحراء
لا مكان للتفرد فيها
كل ذرات الرمل متشابهة
جارحة كالزجاج
باهتة اللون
والروح تائهة
لا تجد نفسها
أستمر في تيهي
تأخذني خطى الضياع
حافية القدمين
نحو المجهول أسير
تدميني الأشواك
ألمٌ لا نهاية له
الروح متعبة
ولا تنام
تتلاشى في عتم اللاحدود
مهلاً أيتها الروح
لا تغادري
فللرحلة بقية
وما زالت هناك بعض الأحلام[