الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
09-13-2020, 08:19 AM
المشاركة
1511
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,393
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَخْطَفُ مِنْ قِرِلَّى ....
قالوا : إنه طير من بنات الماء ، صغير الجرم حديد
الغَوْصِ سريع الاختطاف ، ولا يرى إلا مُرَفْرِفاً على
وجه الماء على جانب ، كطيران الحِدَأة يَهْوِي بإحدى
عينيه إلى قَعْرِ الماء طمعاً ، ويرفع الأخرى إلى الهواء
حذراً ، فإن أبصر في الماء ما يستقل بحمله من
سمك أو غيره انقضَّ عليه كالسَّهْمِ المُرْسَلِ فأخرجه
من قعر الماء ، وإن أبصر في الهواء جارحاً مرَّ في
الأرض .
وكما ضربوا به المثل في الاختطاف ، كذلك ضربوا به
المثل في الحذر والحزم ، فقالوا " أحْذَرُ من قِرِلَّى "
كما قالوا " أَحْذَرُ مِن غُراب " وقالوا " أَحْزَمُ من
قِرِلَّى " كما قالوا " أَحْزَمُ مِن حِرْبَاء " وفي الأسجاع
لابنة الخُسِّ : كنْ حَذِرَاً كالقِرِلَّى ، إن رأى خَيْرَاً تَدَلَّى،
وإن رأى شَرَّاً تَوَلَّى .
وقال حمزة : وقد خالف رُوَاة النسب هذا التفسير
فقالوا : قِرِلَّى هو اسم رجل من العرب ، كان لا
يتخلف عن طعام أحدٍ ، ولا يترك موضع طمع إلا
قصد إليه ، وإن صادف في طريق يسلكه خصومة
ترك ذلك الطريق ولم يمر به ، فقالوا فيه " أطمع
من قِرِلَّى " فهذا ما حكاه النسابون في تفسير هذا
المثل .
قال حمزة : وأقول أنا : خَلِيقٌ أن يكون هذا الرجل
شُبِّه بهذا الطائر ، وسمي باسمه ، وقال الشاعر :
يا مَنْ جَفَانِي وَمَلَّا
نَسِيتَ أَهْلاً وسَهْلَا
وَمَاتَ مَرْحَبُ لمّا
رأيْتَ مَالِيَ قَلَّا
إنّي أَظنّكَ تَحْكِي
بما فَعَلْتَ القِرِلَّى
رد مع الإقتباس