عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 11:01 PM
المشاركة 459
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وفي الثلث الأول من القرن الثالث عشر الهجري وفي حدود عام (1226هـ / 1811م) ابتليت شبه الجزيرة العربية بغزو قوات محمد علي باشا حاكم مصر. ولكن سكان البلاد قاوموا ذلكم بكل ما أوتوا من قوة ،وظلت عسير الإمارة العربية الوحيدة الرافضة والمتحدية لسيطرة محمد علي باشا على أراضيها ودخلت معه في حروب طويلة للحفاظ على حريتها توجت تلك الحروب بإجبار محمد علي باشا على توقيع وثيقة باستقلال عسير استقلالاً تاماً وبموجب حدود ثابتة وتم توقيع تلك الاتفاقية في مدينة أبها في اليوم السادس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1834م. ثم عاد الحكم العثماني في عسير عام (1289 هـ / 1872م) واصطدم بعقبة عسير الكئود والتي أعلنت وبشدة رفض أي نفوذ عثماني على أراضيها فعليا أو أسميا وأعلن زعماؤها بأنهم لن يضحوا باستقلال دفعوا ثمنه ثلاثين سنة من النضال وآلاف الشهداء وأن لا فرق لديهم بين حكم محمد على في مصر أو مدعي الخلافة في استانبول. اضطرت السلطات العثمانية إلى تدارك خطورة المواجهة مع العسيريين إلى مهادنه تلك الإمارة فتكونت بينهم وبين قادتها علاقة خاصة تتسم بالصفاء أحيانا وبالتوتر أحيانا وبالمواجهة في بعض الأحيان.

ثم قيض الله لهذه البلاد من يلم شتاتها ويوحد أمصارها موحد الجزيرة العربية جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حيث انضمت عسير إليها عام 1338هـ. كانت عسير اللبنة الأولى خارج منطقة نجد في بناء الكيان الكبير للوحدة السياسية الشاملة التي أصبحت تكون فيما بعد المملكة العربية السعودية وكانت حجر الزاوية في إكمال بناء هذا الكيان، أهلها لهذا المكانة موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها البشرية والاقتصادية، فعسير في المفاهيم الاقتصادية لفترة ما قبل البترول أغنى بكثير من منطقتي نجد والحجاز فلديها القدرة على سد حاجة سكانها فيما يعوزهم من متطلبات حياتهم الأساسية، فحوالي 85% من السكان يعملون في الزراعة بالإضافة إلى تربية الماشية موزعين على 3567 قرية كما أظهر التعداد العام للمملكة عام 1394هـ والتجارة الداخلية نشيطة، إٍ ذ كان يوجد في منطقة عسير بشكلها الإداري الحالي 76 سوقا أسبوعيا ولها علاقات تجارية مع الحجاز واليمن ومنطقة المخلاف السليماني (منطقة جازان حالياً)، وكذلك مع منطقة نجد وكانت الحجاز تعتمد على ما يرد إليها من منتوجات عسير الزراعية منذ القدم.

وعلى كل حال فإننا لا نستطيع الخوض في الوضع الاقتصادي للدولة السعودية الحديثة في أول عهدها أي قبل فتح الحجاز، والذي يهمنا هو إلقاء الضوء وبقدر ما تسمح به مصادرنا الوثائقية من مراسلات الملك عبد العزيز كمصدر مهم ووحيد على أهمية الدور الذي قام به إقليم عسير في دعم الخزينة العامة للدولة، وتموين جيش الملك عبد العزيز أثناء فتح الحجاز وتموين الحملات العسكرية لضرب محمد بن علي الإدريسي، وكذلك أثناء القضاء على ثورة الإخوان بالإضافة إلى الصرف على الإقليم نفسه طوال فترة ما قبل البترول يضاف إلى ذلك كله أن عسير والمناطق الجنوبية شهدت قدوم هجرات بشريه وخاصة من منطقة نجد في وقت أصبحت مناطق هجراتهم الطبيعية صعبه في ظل الحدود الدولية الحديثة.

~ ويبقى الأمل ...