عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 11:01 PM
المشاركة 458
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكذلك في عصر الدولة الأموية (40 هـ / 660 م ـ 132 هـ / 749 م) بل وخرج البعض منهم للمشاركة في الفتوحات الإسلامية في مصر والمغرب والأندلس وبلاد الهند والسند، ولم يكن يكتفي البعض ممن خرجوا في الفتوحات بالمشاركة ثم العودة إلى أوطانهم الأصلية، وإنما استوطنوا في الأمصار الإسلامية المختلفة.

ولما قامت الدولة العباسية وبدأت تلاحق بني أميه وتقاتلهم توزعوا في الأمصار واختفوا في الأقاليم وبخاصة الغربية منها والجنوبية وقد استطاع أحدهم وهو علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أن يصل إلى عسير وان يؤسس أسرة تتسلم زعامة عسير وإمارتها، ولم يمض على ذلك سوى عدة سنوات، واستمرت الزعامة فيها حتى العصر الحديث غير فترات قصيرة.

ولما ضعفت الدولة العباسية في أواخر عهدها وبدأت الدويلات تستقل في المشرق وتنفصل في المغرب وتنعزل في الجنوب وكانت بعض هذه الإمارات على مقربة من عسير في الجنوب، في بلاد اليمن، لم يجد سكان عسير فائدة في هذا الاستقلال رغم صلاح أرضهم لمثل هِذا، ولكنهم أعلنوا الطاعة لمن يلي أمر الحجاز في الشمال خاصة وأنهم في الأصل يتبعون مكة المكرمة، وبعد ذلك توالت الدويلات حكمها على عسير، فلقد شملت سلطة الطولونيين عسير عام(254 هـ / 868 م ـ 293 هـ / 905 م) ثم عاد الأمر للعباسيين قليلا (293 هـ / 905 م ـ 330 هـ / 941 م) ثم صارت تتبع صاحب النفوذ الأقوى والذي يفرض سيطرته على الحجاز، فقد خضعت للإخشيديين مدة ثم للفاطميين بعد ذلك فالأيوبيين.

لقد كان سكان عسير يديرون شؤون بلادهم بأنفسهم، ويعلنون الطاعة لصاحب النفوذ الكبير مفضلين عدم القتال وعدم الخوض في دماء المسلمين، ولكن إذا داهمهم عدو أو حاول غزوهم خصم وقفوا في وجهه واستفادوا من مناعة بلادهم ووعورة أرضهم في حربه ورده خاسرا.

~ ويبقى الأمل ...