عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 09:47 PM
المشاركة 343
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السياحة في الأحساء

المواقع الأثرية

* قصر إبراهيم

يمثل هذا القصر المركز الرئيس لإدارة الحكم في شبكة الدفاع بمنطقة الأحساء حيث كانت تقيم فيه حامية عسكرية بصفة دائمة وفي الوقت نفسه كان أيضاً بمثابة المقر الإداري الرئيس للحكومة.

موقع القصر: يقع قصر إبراهيم في الجزء الشمالي الشرقي من حي الكوت أحد أقدم أحياء المنطقة وكان يشكل جزءاً من سور المدينة الشمالي الذي تم بناؤه في فترة الحكم العثماني الأول ما بين عام 956 هـ وعام 1091 هــ، وتم تطوير المنطقة المحيطة بالقصر وأصبحت مركزاً إدارياً للحكومة الإقليمية.

سبب التسمية: أما أصل تسميته بـ (قصر إبراهيم) فقد اختلفت الروايات حولها حيث إن هذا الاسم أطلق على القصر خلال القرن الرابع عشر الهجري. وهو اسم لا يمت بأية صلة لأي شخصية تاريخية. وذكر أن التسمية تنسب إلى إبراهيم بن عفيصان أمير الأحساء. ويعتقد أنها الأقرب.

تاريخ البناء: أما تاريخ بناء هذا القصر الذي تقدر مساحته بـ 16500 متر مربع فيرجع إلى عهد الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 840 هـ وعام 941 هـ وقد قام العثمانيون في حملتهم الأولى باحتلال قصر إبراهيم إلا أنهم لم يدخلوا أي تعديلات على الشكل العام للقصر ولكنهم أقاموا سور الكوت وأوصلوه بسور القصر ليصبح القصر قصراً داخلياً بعدها تم أحداث عدة تغييرات كبيرة داخله وكان ذلك بمثابة انعكاس للتغييرات العسكرية والثقافية حيث جلب العثمانيون معهم أساليب وطرزاً معمارية جديدة امتزجت مع الموروث المعماري المحلي بالمنطقة ونشأ من هذا أسلوب معماري جديد ظهر في شكل الأقواس والقباب والزخارف الجصية الموجودة في مباني القصر والتي فرضتها مواد البناء التقليدية المحلية. ولقد أصبح القصر مقراً لمائة وخمسين فرداً من العساكر بصفة دائمة خلاف القصور الأخرى خارج الأسوار.

بعدها شهد هذا القصر حدثاً تاريخياً مهماً وخالداً إذ أن المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه استطاع السيطرة على هذا القصر وما فيه من جنود وعتاد في أول يوم دخل فيه الاحساء ملكا وذلك في ليلة الاثنين الموافق 28/5/1331هـ وبذلك أصبحت هذه القلعة شاهد إثبات على نقطة التحول بين فترتين زمنيتين متباينتين بين الحكم العثماني الذي انتشر فيها الفوضى والظلم وفترة الحكم السعودي التي سال فيها العدل والأمن في ربوع الأحساء وغيرها من مناطق المملكة على يد القائد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه.

أهم أجزاء القصر: مسجد القبة: يقع في الركن الجنوبي الغربي للقصر وقد بناه علي باشا حاكم الأحساء ما بين سنة (972هـ - 979هـ) وقد افتتح للصلاة في مايو 1571 م وقد ورد ذكره في أحد المراسيم السامية المؤرخة في أوائل 980 هـ أمر إلى حاكم الأحساء من حاكم البصرة الحالي وحاكم الأحساء السابق ما نصه "ورد إلينا نحن السلطان سليم الثاني بالقسطنطينية بأنه نظراً للحالة السيئة التي أصبح عليها مسجد الهفوف فقد أمرنا ببناء مسجد آخر بها وسيتم صيانته من خراج بعض الحدائق التي تدر دخلاً قليلاً للدولة...." وبعد ذلك المرسوم بعشر سنوات كتب السلطان سليم الثاني شخصياً لقاضي الأحساء سنة 1582 م كتاباً يقول فيه "هذه أوامري لقاضي الأحساء إن البنك بالتهيمية. قد أرسل خطاباً يذكر فيه أن شقيق المرحوم محمد باشا قد بنى مسجداً في إقليم الأحساء-الهفوف- ويريد أن تتم فيه تلاوة ثلاثين جزءاً من القرآن الكريم بالمسجد يومياً بعد صلاة الظهر" كما أيد ذلك النقش التذكارية فوق مدخل المسجد وهي مفتتحة بالآية القرآنية "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر... قد بني في عهد سليم الثاني بواسطة علي باشا وتم الانتهاء من بتاريخ 979 هـ" ويقصد بعلي باشا الوالي علي بن لاوند البريكي.

ومما سبق يتضح أن اسم إبراهيم ليس له علاقة بإبراهيم باشا ابن محمد باشا الذي استولى على الدرعية سنة 1233 هـ حيث أن هذا القصر قد بني قبل هذا التاريخ بكثير.

وأهم ما يميز المسجد مئذنته الشاهقة الارتفاع والجميلة الطراز والذي يصعد إليها بدرج حلزوني شيد من الحجارة يصعد إلى أعلاها ليصل إلى استراحة المؤذن والتي زينت بستائر خشبية وسمي المسجد بمسجد القبة وذلك لضخامة قبته وكبر حجمها والتي روعي في بنائها النواحي الهندسية لتوزيع الأحمال وتردد الصوت والإضاءة من خلال النوافذ الجصية الجميلة المزخرفة بأشكال إسلامية وشيد المحراب وزين بالزخارف الإسلامية الهندسية. ويحيط بالمسجد من الجهتين الشمالية والجنوبية رواقان تعلوهما عدة قباب دائرية الشكل وفي كل منها محراب صغير لأجل الاعتكاف وقراءة القرآن الكريم وكذلك رواق من الجهة الشرقية يظلل مدخل المسجد والمئذنة وشيد في صحن المسجد وأمام المدخل الرئيس ورواقه الشرقي محراب تؤدي فيه الصلاة في فصل الصيف.

مقصورة القيادة:- وهي عبارة عن أربع غرف اثنتان في الأسفل واثنتان في الأعلى وبين كل غرفتين رواق للاستقبال ويصعد إلى الغرفتين العلويتين بدرجين أحدهما للصعود والآخر للنزول وقد أقيمت هذه المقصورة بطريقة ذكية حيث احتلت مكاناً استراتيجياً تشرف من خلاله على كافة أجزاء القصر وعلى يمين وشمال المقصورة أقيمت مهاجع الجنود وهي عبارة عن عنابر طويلة مفتوحة تتقدمها أروقة.

حمام البخار:- وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل سقفه عبارة عن قبة كبيرة يعمل بنظام حمامات البخار الإسلامية حيث البركة الرئيسة وحولها الأروقة المدببة ويجلب إليه الماء من البئر الموجودة بالقصر عن طريق قنوات من الفخار بعد أن يتم تسخينه في أحواض أعدت لذلك ثم يخرج إلى مبنى الحمام الرئيس. وإن كانت بعض أجزاء الحمام الأصلية قد أزيلت فإنه بالإمكان إعادة بنائها لوجود الأساسات واضحة إلى وقتنا الحاضر.

جناح الخدمة:- ويقع على امتداد السور الغربي للقصر من الداخل وشيد هذا الجزء لأجل خدمات إعداد الطعام للجند وأقيم فيه عدة أفران للخبز أو الطبخ وبجواره جنوباً يظهر المدخل الثاني للقصر المؤدي إلى براحة الخيل أي مكان تجميع خيل العسكر وكذلك بئر الماء الرئيسة بالقصر وجناح غرف نوم الضباط حيث جهزت كل منها بسرير مبني بالطوب اللبن.

دورات المياه:- وتقع في الجهة الشمالية من القصر وهي مقسمة إلى جزئين الشمالية وهي لقضاء الحاجة والجنوبية وهي للاستحمام ويصل الماء عن طريق قنوات فخارية من البئر وإلى الشرق منها شيدت اسطبلات خيل الضباط وجهزت بأماكن لشرب وأكل الخيول.

القبو (مستودع الذخيرة):- وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل شيدت أسفل الأرض وينزل إليها بواسطة درج على شكل نصف مربع [ وشيدت فوق الغرفة قبة صغيرة مشابهة لعدة قباب شيدت فوق مبنى المراقبة الذي يغطي مدخل القبو ومبنى المراقبة عبارة عن غرفة مربعة الشكل لها من الجهات الشمالية والشرقية والغربية أروقة شيدت بشكل جميل جداً لها أقواس إسلامية متكسرة من الوسط.

الأبراج:- وهي ثمانية شيدت الأربعة في أركان القصر على شكل مستطيل أما الأربعة الأواسط فهي دائرية الشكل وكانت تستخدم لأغراض الحماية وإطلاق النار ويصل بينها طريق عريض فوق السور له أيضاً فتحات لإطلاق النار وقد شيد البرج الشمالي الغربي بشكل كبير وقوي حتى يتحمل ثقل المدفع الموجود عليه.

غرفة الاتصالات:- وهي آخر المباني المشيدة حديثاً وتقع غرب مقصورة القيادة وأنشئت في عهد المغفور له الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن ووضع فيها أقدم تلكس وصل إلى الساحل الشرقي حيث كان قصر إبراهيم مقراً للعساكر والاتصالات الإدارية في تلك الجهة المهمة والحيوية من المنطقة الشرقية وقد تم الاستعداد مؤخراً لترميم قصر إبراهيم بالكامل ضمن خطط وكالة وزارة المعارف للآثار والمتاحف لترميم صيانة العديد من المعالم الأثرية والتاريخية وسيتم العمل بهذا المشروع قريباً إن شاء الله.

~ ويبقى الأمل ...