الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
05-07-2020, 08:15 PM
المشاركة
1280
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَحْمَقُ مِنْ رَخَمَةٍ ....
هذا مثل سائر عن أكثر العرب ، إلا أن بعض العرب
يَسْتَكيِسُها ؛ فيقول : في أخلاقها عشر خصال من
الكَيْس وهي أنها تحضنُ بيضَها ، وتحمي فرخَها ، وتألف
ولَدَها ، ولا تمكن من نفسها غير زوجها ، وتقطع في أول
القواطع ، وترجع في أول الرواجع ، ولا تطير في التَّحْسِير،
ولا تغتَرُّ بالشَّكير ، ولا تُرِبُّ بالوُكُورِ ، ولا تقسط على الجَفِيرِ .
قوله " تقطع في أول القواطع ، وترجع في أول الرواجع "
أراد أن الصيادين إنما يطلبون الطيرَ بعد أن يُوقِنوا أن
القواطع قد قطعت ، والرخَمَة تقطع في أوائلها لتنجو، يقال:
قطعت الطير قطاعاً إذا تَحَوَّلت من الجروم إلى الصُّرود ،
أو من الصُّرود إلى الجروم .
وقوله " ولا تطير في التحسير " يقال : حَسَّرَ الطائر
تحسيراً ، إذا سقط ريشُهُ .
و" لا تغتر بالشكير " أي بصغار ريشها ، بل تنتظر حتى
يصير قَصَباً ثم تطير .
وقوله " ولا تُرِبُّ بالوكور " أي لا تقيم ، من قولهم "أَرَبَّ
بالمكان" إذا أقام به ، أي لا ترضى بما يرضى به الطيرُ
من وكورها ، ولكن تبيض في أعلى الجبال حيث لا يبلغه
إنسان ولا سبع ولا طائر ، ولذلك يقال في المثل : مِنْ
دُونِ ما قُلْتَ ، أو من دون ما سُمْتَ بيضُ الأنوق ،
للشيء لا يُوصَل إليه .
وقوله " ولا تسقط على الجَفِير " يعني الجعبة ؛ لعلمها أن
فيها سِهَاماً .
وقد جمع الشاعر هذه المعاني في بيت وصَفَها فيه فقال :
وذَات اسْمَيْنِ والألوَانُ شَتَّى
تُحَمَّقُ وهي كَيِّسَةُ الحَوِيلِ
رد مع الإقتباس