الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
05-05-2020, 07:55 PM
المشاركة
1256
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,394
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَحْلَمُ مِنَ الأَحْنَفِ ....
هو الأَحْنَفُ بن قَيْس ، وكنيته : أبو بَحْر ، واسمه صَخْر ،
من بني تميم ، وكان في رجله حَنَفٌ ، وهو الميلُ إلى
إنْسِيِّها ، وكانت أمه تُرَقصه وهو صغير وتقول :
والله لولا ضَعْفُهُ مِنْ هزله
وحَنَفٌ أودِقَّةٌ في رِجْلِهِ
ما كان في صِبْيانكمْ مِنْ مِثْلِهِ
وكان حليماً موصوفاً بذلك ، حكيماً معترفاً له به ، قالوا :
فمن حلمه أنه أشرف عليه رجل وهو يعالج قدراً له يطبخها ،
فقال الرجل :
وقدرٍ كَكَفِّ القِرْد لا مُسْتَعيرها
يُعَار ، ولا مَنْ يأتِهَا يَتَدَسَّمُ
فقيل ذلك للأحنف ، فقال : يرحمه الله ، لو شاء لقال
أحسن من هذا . وقال : ما أحب أن لي بنصيبي من
الذل حُمْرَ النَّعم ، فقيل له : أنت أعز العرب ، فقال :
إن الناس يَرَوْنَ الحلم ذلاً . وكان يقول : رُبَّ غَيْظ قد
تَجَرَّعتُه مخافة ما هو أشد منه . وكان يقول : كثرة المزاح
تَذْهَبُ بالهيبة . ومَنْ أكثرَ مِنْ شيٍء عُرِفَ به .
والسؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعل .
وقال ثلاث ما أقولهن إلا ليعتبر مُعْتبر : لا أَخْلُفُ
جليسي بغير ما أحضر به ، ولا أدخل نفسي فيما لا
مَدْخَلَ لي فيه ، ولا آتي السلطان أو يرسلَ إليَّ .
وقال له رجل : يا أبا بحر ، دُلَّني على مَحْمَدَةٍ بغير
مَرْزئة ، قال : الخُلُق السَّجيح ، والكفّ عن القبيح ،
واعلم أن أَدْوَأَ الداء اللسان البذِي والخُلُق الرَّدِي .
وأبلغ رجل مُصْعَباً عن رجل شيئاً ، فأتاه الرجل يعتذر،
فقال مصعب : الذي بلَّغنيه ثِقة ، فقال الأحنف : كلا
أيها الأمير ، فإن الثقة لا يبلغ . وسئل هل رأيتَ أَحْلَم
منكَ ؟ قال : نعم ، وتعلمت منه الحلم ، قيل : ومن
هو ؟ قال : قَيْس بن عاصم المَنْقَرِيُّ ، حَضَرْتُهُ يوماً وهو
مُحْتَبٍ يحدثنا ، إذ جاؤوا بابنٍ له قتيل ، وابن عم له
كَتِيف ، فقالوا : إنّ هذا قتلَ ابنَكَ هذا ، فلم يقطع
حديثه ، ولا نَقَضَ حَبْوَتَهُ ، حتى إذا فرغ من الحديث
التفت إليهم فقال : أين ابني فلان ؟ فجاءه ، فقال : يا
بني قُمْ إلى ابن عمك فأطْلِقْه ، وإلى أخيك فادْفِنْهُ ،
وإلى أم القتيل فأعْطِهَا مئةَ ناقةٍ فإنها غريبة لعلها تسلو
عنه ، ثم اتَّكأ على شقه الأيسر وأنشأ يقول :
إني امْرُؤٌ لا يَعْتَرِي خلقي
دَنَسٌ يُفَنِّده ولا أَفْنُ
مِن مَنْقَرٍ من بيتِ مَكْرُمَةٍ
والغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الغُصْنُ
خُطَباء حين يقومُ قائلُهم
بيضُ الوجوهِ مَصَاقع لُسْنُ
لا يَفْطِنُونَ لعَيْبِ جِارهمُ
وَهُمُ لحُسنِ جِواره فُطْنُ
رد مع الإقتباس