الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
05-04-2020, 08:49 PM
المشاركة
1244
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَحْمَقُ مِنْ أَبِي غَبْشَانَ ....
كان من حديثه أن خُزَاعة حَدَث فيها موت شديد
ورُعَاف عَمَّهم بمكة ، فخرجوا منها ونزلوا الظَّهْرَان فرقع
عنهم ذلك ، وكان فيهم رجل يقال له حليل بن حبشية،
وكان صاحبَ البيت ، وكان له بَنُون وبنت يقال لها
حُبَّى ، وهي امرأة قصيّ بن كلاب ، فمات حليل ، وكان
أوصى ابنَتَهُ حُبَّى بالحجابة ، وأشْرَك معها أبا غَبْشَان
الملكاني ، فلما رأى قُصَيُّ بن كلاب أن حليلاً قد مات ،
وبَنُوه غُيَّب ، والمفتاحُ في يد امرأته ، طلب إليها أن
تدفع المفتاح إلى ابنها عبدِ الدار بن قصي ، وحمل بنيه
على ذلك ، فقال : أُطلبوا إلى أمكم حجابة جدكم ، ولم
يزل بها حتى سَلِسَتْ له بذلك ، وقالت : كيف أصنعُ
بأبي غَبْشان وهو وَصِيٌّ معي ؟ فقال قُصَيُّ : أنا أكفيكِ
أمره ، فاتفق أن اجتمع أبو غَبْشَان مع قصي في شَرْب
بالطائف ، فَخَدَعه قصي عن مفاتيح الكعبة بأن أسْكَره
ثم اشترى المفاتيحَ منه بِزِقِّ خمر ، وأشهد عليه ، ودَفَعَ
المفتاتيح إلى ابنه عبد الدار بن قصي ، وطَيَّره إلى مكة ،
فلما أشرف عبدُ الدار على دور مكة رفع عَقِيرته وقال :
معاشرَ قُريش ، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد
رَدَّها الله عليكم من غير غَدْر ولا ظلم ، فأفاق أبو
غَبْشَان من سكره أنْدَمَ من الكُسَعي ، فقال الناس :
أحمق من أبي غَبْشَان ، وأنْدَمُ من أبي غَبْشَان ، وأخْسَرُ
صَفْقَةً من أبي غبشان ، فذهبت الكلمات كلها أمثالاً ،
وأكْثَر الشعراء فيه القولَ ، قال بعضهم :
إذا فَخَرَتْ خُزَاعَةُ في قديمٍ
وَجَدْنا فَخْرَها شُرْبَ الخُمُورِ
وبَيعا كَعْبَةَ الرحمنِ حُمْقَاً
بِزِقٍّ ، بِئس مُفْتَخَرُ الفَخُورِ
وقال آخر :
أبو غَبْشَان أَظْلَمُ مِنْ قُصَيٍّ
وأَظْلَمُ مِن بني فِهْرٍ خُزَاعَةْ
فلا تَلْحُوْا قُصَيّاً في شِراه
ولُوموا شَيْخَكَمْ أن كان بَاعَهْ
رد مع الإقتباس