عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2020, 09:19 PM
المشاركة 824
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... ثُكْلٌ أَرْأَمَهَا وَلَدَاً ....

قاله بَيْهس الملقب بِنعَامَة لأمه حين رجَع إليها
بعد إخوته الذين قُتِلوا .
قال المفضل : كان من حديث بَيْهس أنه كان رجُلاً
من بني فَزَارَة بن ذُبْيَان بن بَغِيض ، وكان سابعَ سبعةِ
إخْوَةٍ ، فأغار عليهم ناسٌ من أشْجَع بينهم وبينهم حرب
وهم في إبلهم ، فَقَتَلوا منهم ستة وبقي بَيْهَسٌ ، وكان
يُحَمَّقُ ، وكان أصغرَهُمْ ، فأرادوا قتله ؛ ثم قالوا : وما
تريدون من قتل هذا ؟ يُحْسَبُ عليكم برجل ولا خير
فيه ؛ فتركوه ، فقال : دعوني أتوصَّلُ معكم إلى الحي
فإنكم إن تركتموني وَحْدِي أكلتني السباع وقَتَلَنِي العطشُ
ففعلوا ، فأقبل معهم ، فلما كان من الغدِ نَزَلوا فَنَحَروا
جَزُوراً في يومٍ شديدِ الحرِّ ، فقالوا: ظلِّلُوا لَحْمَكم لا
يفسد ، فقال بيهس : لكنَّ بالأثَلَاثِ لحماً لا يُظَلَّلُ
فذهبت مثلاً ، فلما قال ذلك قالوا : إنه لمُنْكَرٌ وَهَمُّوا أن
يَقْتلوه ، ثم تركوه وظلُّوا يَشْوُون من لحم الجزور ويأكلون
فقال أحدهم : ما أطْيَبَ يومَنَا وأَخْصَبَه ، فقال بيهس :
لكنْ على بَلْدَح قومٌ عَجْفَى ، فأرسلها مثلاً ، ثم انْشَعَبَ
طريقُهم فأتَى أمَّه فأخبرها الخبر . قالت : فما جاءَني بك
من بين إخوتك ؟ فقال بيهس : لو خُيِّرتِ لاخْتَرْتِ فذهبت
مثلاً ، ثم إن أمه عَطَفت عليه ، ورقَّتْ له فقال الناس :
لقد أحبَّت أمُّ بَيهسٍ بيهساً . فقال بيهس: ثُكْلٌ أَرْأَمَهَا وَلَدَاً
أي عَطَفها على ولد ، فأرسلها مثلاً ، ثم إن أمه جَعَلت
تُعطيه بعد ذلك ثيابَ إخوته فَيَلْبَسُها ويقول : يا حَبَّذَا
التراثُ لولا الذلَّة ، فأرسلها مثلاً ، ثم إنه أتى على ذلك ما
شاء الله ، فمر بنسوة من قومه يُصْلِحْنَ امرأةً منهن ، يُرِدْنَ
أن يُهْدِينَهَا لبعض القوم الذين قَتَلُوا إخوته ، فكشَفَ ثوبه
عن اسْتِهِ وغطى به رأسه فقلن له : ويحك ! ما تصنع يا
بيهس ؟ فقال :


الْبِسْ لكلِّ حَالَةٍ لَبُوسَهَا
إمَّا نعيمَهَا وإمَّا بُوسَهَا


فأرسلها مثلاً ، ثم أمر النساء من كنانة وغيرها فصَنَعْنَ له
طعاماً ، فجعل يأكل ويقول : حَبَّذَا كثرةُ الأيْدِي في غير
طعام فأرسلها مثلاً ، فقالت أمه : لا يطلبُ هذا بثأرٍ أبداً
فقالت الكنانية : لا تأمَنِي الأَحْمَقَ وفي يَدِهِ سكين ، فأرسلتها
مثلاً ، ثم إنه أخبر أن ناساً من أشْجَعَ في غارٍ يشربون فيه
فانطلق بخالٍ له يقال له : أبو حَنَش ، فقال له : هل لك في
غارٍ فيه ظِباءٌ لعلنا نصيبُ منها ، ويروى : هل لك في غَنِيمةٍ
باردةٍ ، فأرسلها مثلاً ، ثم انطلق بَيْهَس بخاله حتى أَقَامَهُ على
فَمِ الغار ثم دفع أبا حَنَشٍ في الغار فقال : ضَرْباً أبا حَنَشٍ
فقال بعضهم : إن أبا حَنَشٍ لَبَطَلٌ ، فقال أبو حنش : مُكْرَهٌ
أَخُوكَ لا بَطَل ، فأرسلها مثلاً ، قال المتَلَمِّسُ في ذلك :


وَمِنْ طَلَبِ الأَوْتَارِ مَا حَزَّ أَنْفَهُ
قَصِيْرٌ وَخَاضَ المَوْتَ بالسَّيْفِ بَيْهَسُ

نَعَامَةُ لمّا صَرَّعَ القَومُ رَهْطَهُ
تَبيَّنَ فِي أَثْوَابِهِ كَيْفَ يَلْبَسُ