عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 07:45 PM
المشاركة 227
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نشأتها

لما غارت مياه الضلفعة الواقعة شمال غرب منطقة المليداء بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري تفرق أهلها وغالبهم من العرينات من قبيلة سبيع منهم اللحيدان والربيعان. وتركوا أملاكهم ومساكنهم ما عدا القليل منهم ممن كان في آبارهم ما يكفي ما قرب من البئر من نخل أو خضرة وهم الذين كانت آبارهم في منخفض من الأرض في شمال شرق روضة الضلفعة في الموقع المعروف بالرجيمية. ومن ضمنهم عثمان بن عمران العريني السبيعي وهو جد (ال دخيل الله، ال خضير، ال عمير) الموجودين الآن في مدينة البكيرية الذين اشتروها كما سبق ذكره وعمروها واستوطنوها. كان لعثمان من الأولاد الذين عاشوا ثلاثة ذكور، علي بن عثمان وشقيقه محمد بن عثمان، وأمهما بنت الونان من بني خالد صاحب ملك في ضواحي بريدة، والثالث سالم وقد صغر اسمه والده سويلم بن عثمان وكان وقت ذاك لا يزال طفلاً مع والدته الأخيرة. لما رأى علي وشقيقه محمد أن الناس قد نزحوا من الضلفعة وليس فيها مطلب رزق لقلة الماء فيها رغبوا في البحث عن جهة يستوطنونها يكون فيها من الماء ما يوجب البقاء فيها. فطلبوا من أمير بريدة المحل المعروف بروضة الصعيبية الواقعة في آخر جنوب غرب المليداء تحت النفود المعروف بمرقب الصعيبية من جهة الشمال وبدؤوا بحفر بئر فيها حتى فيض الله لهم رجلاً يدعى ناصر الهويريني من أهالي العوشزية من بني تميم يبحث عن إبل ضالة له وكان يعرف تلك المنطقة جيداً. وقال لهم: يا أبنائي إن هذه المنطقة لا تصلح للزراعة لشدة ملوحة مائها وقد سبق أن جربها غيركم وأشار عليهم بأرض البكيري ووصفها لهم ورغبهم فيها وأن صاحبها يرغب ببيعها ووعدهم أن يتوسط لهم بشرائها من البكيري، فاشتروها بثمن معلوم وهو صاع مشبوش أي مخلوط من العملة والمصاغات والحلي مما تتحلى به النساء من القلائد كالخرز والخصور والخواتم، وقد ساعدهم على دفع هذا الثمن ما لدى والدتهم حيث كانت الوريثة الوحيدة لوالدها المعروف بالونان من بني خالد صاحب ملك في ضواحي بريدة وذلك في عام 1181هـ ألف ومائة وواحد وثمانون هجري تقريبا. وهذه الوثيقة موجودة لدى أبناء عمومتنا مع حدود البكيرية التي أقرها وأثبتها أولياء الأمور في وقتها وهي كما يلي: من الشمال الغربي ابتداءً من جبل ساق متجهاً شرقاً إلى قارة الأسلاف فصلاصل حتى تنعطف نحو الجنوب الشرقي إلى العصودة غرب بلدة العيون، وجنوباً الهلالية ووادي الرمة من الجنوب الشرقي، ومن الغرب ابتداء من روضة ساق متجهاً جنوباً ثم قارة حصاني إلى الحزم المعروف باسم العبيد وهو الحد الفاصل بين الخبراء والبكيرية ومثبت بنفس وثيقة الحدود وأهالي الخبراء يعرفون ذلك. والحدود من الشرق ابتداءً من الجنوب بمرقب الصعيبية في أقصى الجنوب الشرقي من غميس البكيرية تتجه شمالاً على امتداد عرق بن عميرة الذي في وسطه قليب الراجحي المعروفة، وهو يحد منطقة المليدا جميعها من الغرب ويمتد الحد الشرقي شمالاً حتى يصل إلى حصان ضلفع المعروف الآن بحمار الضلفعة. ثم يتجه شمالاً حتى غرب عيون الجواء. والتحديد هذا قبل أن تكون بلدة الشيحية بلدا بذاته. وبعون من الله وتكاتف أهالي البكيرية وتعاونهم صارت البكيرية في زمن قياسي من أكبر البلدان المحيطة بها رغم حداثة نشأتها فقد كثرت مبانيها وغراس نخيلها وكثرة مزارعها القريبة والبعيدة شرقاً وشمالاً والبالغ عددها أكثر من ثلثمائة مزرعة في أقل من خمسين سنة من نشأتها ومعها أملاك بن فائز التي دخلت ضمن أملاك البكيرية. وقد صادف خراص التمور في أحد السنين أن البكيرية عادلت ثلث خراص تمور القصيم والقصيم ثلث خراص تمور نجد (نجد المنطقة الوسطى حالياً) وخراص نجد ثلث خراص الأحساء. وخراص الأحساء ثلث خراص تمور العراق وهذه المصادقة موجودة في مالية بريدة ومالية الرياض وذلك في سنة واحدة. ومن أسباب سرعة نمو البكيرية أن أهلها الذين اشتروها واستمرارها في أيديهم كانوا يتألفون الجيران من حمائل نجد من أهل الرأي والحكمة ويساعدونهم في حفر الآبار وبناء المساكن كما أن الوافدين إليها زادهم رغبة توفر وعذوبة مياهها وخصوبة أرضها. فمن نشأتها لم يسمع من مزارعيها أنه شح الماء على واحد منهم. ويتضح من حسن نية مؤسسي البكيرية(ال دخيل الله، ال خضير، ال عمير) تجمع حمائل فيها من أهل نجد أهل علم وخير وبركة كثر فيهم العلماء والفقهاء والأدباء ممن واكبوا الحكم السعودي في نهضته المباركة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود تغمده الله برحمته مثل الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد رجل العلم والسياسة حيث تولى القضاء في البكيرية والرس ثم مستشاراً للملك عبد العزيز ونائباً في بعض المهمات ومقابلة الوفود، وبعده أخوه الشيخ حمد البليهد كما تولى بعدهم الشيخ العلامة محمد بن مقبل، ثم تولى القضاء بعده الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن سبيل. وقد تخرج على يدي هذين العالمين عدد كبير من العلماء والفقهاء الذين وزعتهم الدولة على كثير من مناطق المملكة قبل وجود المعاهد والكليات ومنهم الشيخ العلامة محمد بن عثمان الشاوي الذي واكب فتوحات الملك عبد العزيز خاصة في الحجاز. وتولى القضاء في مكة المكرمة ورد على قصيدة فتى البطحاء المجهول بقصيدة عصماء مشهورة. ومنهم سماحة رئيس محاكم عسير الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل، وبعده سماحة الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي رئيساً لمحاكم عسير وبعده ابنه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي رئيساً لمحاكم عسير. ومنهم فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن خزيم الذي تولى القضاء في مدينة الرس سنين طويلة ثم تولى القضاء في مدينة عنيزة. ومنهم فضيلة الشيخ سليمان بن صالح بن خزيم الذي تولى القضاء في عدد من البلدان آخرها مدينة القويعية ومنهم الشيخ عبد الرحمن ابن محمد المقوشي ومنهم إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي ومنهم الشيخ العلامة عبد الله بن صالح الخليفي الذي قضى أكثر حياته قاضياً لمدينة حائل ثم معلماً في دار التوحيد في الطائف وفضيلة الشيخ صالح بن محمد الشاوي والد فضيلة الشيخ محمد بن صالح الشاوي كاتب عدل الرياض لسنين عديدة بعد توليه القضاء وفضيلة الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد العزيز الخضيري تولى القضاء ثم التدريس في المعاهد ثم في الجامعة الإسلامية. وسماحة الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الخضيري تولى القضاء في عدد من البلدان آخرها رئاسة محاكم القصيم. ومنهم سماحة الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وعضو هيئة كبار العلماء (وإمام وخطيب المسجد الحرام). والشيخ عبد الله بن حمد العمر الراجحي الذي أمضى أكثر من ثلاثين عاماً في القضاء، والشيخ عبد الله بن سليمان السديس قاضي عفيف والشيخ علي بن عبد الله السديس رئيس محاكم حائل. ولا ننسى الشيخ عبد الرحمن بن سالم الكريديس المربي الكبير الذي تخرج على يديه الكثير من طلاب العلم من البكيرية ومن البلدان المجاورة خاصة في حفظ القرآن والخط مع مبادئ العلوم الأخرى.

~ ويبقى الأمل ...