عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 07:41 PM
المشاركة 219
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حملة طوسون

غزوة إبراهيم باشا

وتولى أمارة الرس منصور بن عساف بن ناصر بن محمد بن على ودام فـي امـارة الـرس سنة واحدة ثم تولى الشيخ قرناس وهو قاضي الرس الإمارة وفي أثناء ذلك حصلت الحرب المشهورة عام 1232هـ بين أهل الرس وبين إبراهيم باشا الذي خرج بعد تمركزه بالمدينة قاصداً الدرعية للاستيلاء عليها طوع جميع البلدان التي مر بها عدا الرس فقد صمدت في وجهة وأظهرت بسالة فائقة مما جعله يقطع النخيل ويحاصرهم أشهرا عديدة وكان يحيط بالرس سور منيع، ولما كان مخيمه الرئيسي محاذيا للمدينة من الجهة الجنوبية فقد حفر لغما يقارب أثنين كيلاً ويبدأ هذا اللغم من موقع مخيمه وينتهي بمقصورة الرس الجنوبية وملأه بكمية من ملح البارود بقصد نسف السور حيث كان جنود إبراهيم باشا يحفرون النفق في الليل، فسمعت امرأة كبيرة صوت الحفر عندما كانت تطحن القمح بالرحى ليلا فذهبت إلى الشيخ الأمير قرناس وأخبرته بذلك الصوت، فذهب معها واستمع لذلك الصوت وكان يمتاز بالفطنة والذكاء والدهاء فعلم أن هذا الصوت هو صوت حفر تحت الأرض من جنود إبراهيم باشا بهدف نسف السور فابتكر حيلة ناجحة هي أن يتم حفر نفق مقابل لهم ومن ثم قام بفتح نافذة صغيرة تطل على اللغم وأتى بقط وعقد في ذيله فتيلة وأشعل فيها النار ثم أدخل القط بالنفق فاتجه نحو تلك الفتحه الأمر الذي أدى إلى اشتعال البارود والقضاء على الكثير من جنود إبراهيم باشا ويقدر عدد قتلاه في هذه الحرب حوالي ألف وخمسمائة رجل حسبما روي عن الشيخ صالح القرناس أو ستمـائة رجـل حسبمـا ذكـره عثمان بن بشر في كتابه (عنوان المجد) بينما القتلى من الرس ما يقارب سبعين شهيداً قبروهم في مقبرة تقع وسط الرس الحالية وتعرف بمقبرة (الشهداء) ومن بينهم العالم المشهور صالح بن راشد الحربي وقد خلد شعراء الرس هذه الحرب ومن بينهم موضى بنت سعد الدهلاوي والتي يقال لها الدهلاوية التي قالت قصيدة مطلعها.
هيه يا راكب حمرا ظهــيره تــزعج الكــور نابية السنام

كما خلدها الشاعر صالح بن محمد العوض بقصيدة مطلعها :
قال من هو بدا عالى مراقيبه مرقب للعمى عناه واشقانا

كما تولى قيادة أمـور الحـرب الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس "بنفسه" المولود سنة 1194هـ والمتوفي سنة 1262هـ.

وبع ذلك تولى الامارة رشيد بن عبد الله بن رشيد بن زامل بن على بن محمد بن على وخلفه ابنه عبد العزيز في الامارة حتى توفى سنة 1278هـ فتولى امارة الرس عساف بن سيف بن عساف ولم يستمر طويلا حيث تولى الامارة صالح بن عبد العزيز بن رشيد الذي دام في الامارة ما يزيد عن خمسين عاما تخللها امارة عدد من الامراء وهم عساف العواجي وأخيه خالد بن عبد العزيز آل رشيد وحسين العساف وأثناء امارته على الرس تولى مهنا بن صالح آل أبا الخيل امارة القصيم وذلك في شهر ربيع الأول سنة 1280هـ الذي أراد مهاجمة قبيلة مطير ورئيسها سلطان بن محمد الدويش الذي قدم إلى الرس طالبا حمايته من مهنا وجيشه وكان عبد الله الشارخ قد انتقل من الشنانة إلى المطيات بعد وفاة ابيه شارخ وكان من أصحاب الحل والعقد بالرس بعد الأمير والذي هب لحماية سلطان الدويش عندما استنجد به كما هب أهل الرس لمساعدته واقاموا العرضة في ميدان فسيح أمام الرس فلما وصل الأمير مهنا إلى بلدة الرويضة وسمع أصوات الطلقات النارية التي تطلق في العرضة تراجع عن عزمه وعاد من حيث أتى لأنه عرف أن أهل الرس تعهدوا بحماية الدويش.

وقد خلد هذه الحادثة الكثير من شعراء وشاعرات الرس حيث قال سليمان الفتال في قصيدة له ملأها بالفخر ومطلعها :
يا لله اليوم يا جالى الهموم يا أبا الافراج يا منشى الغمام

وقالت رقية بنت عبد الله الصالحي تخلد هذه الحادثة بقصيدة مطلعها :
جا مهنا يقود الحرب بحزامه قاصد الرس والجهيل من دونه

وقالت فضة النيف المريس قصيدة مطلعها :
ياالله أني طالبك منشي الرعود ترحم اللي جاه شرف زابنات

وقد أشرنا إلى هذه القصائد كاملة ضمن تراجم شعراء المذكورين.

~ ويبقى الأمل ...