عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 07:41 PM
المشاركة 218
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غـارة الجلاس

وقد أصبحت بلدة الرس بعد تأسيسها هدفاً للغزاة من القبائل العربية وذلك لتوسطها بين مدن وديار القصيم ولموقعها الاستراتيجي بين تلك المدن وطيب هوائها وعذوبة مائها واعتدال مناخها وكثرة الأراضي الزراعية حولها ولكونها في مكان فسيح مترامي الأطراف غني بالموارد الزراعية لمرور وادي الرمة بالقرب منها، ومما يذكر في تاريخ هذه البلدة أن عشيرة آل جلاس المتفرعة من قبيلة عنزة أغارت على مدينة الرس بعد بنائها وتأسيسها وبعد أن تولى هديب العويصي امارتها فقد استعان بقبيلة الظفير في حربه مع الجلاس مقابل اعطائهم بئرين لسقيا مواشيهم حتى صدوا الغارة وفكوا الحصار عن البلدة بعد أن استمرت الحرب بين الفريقين نحو أربع سنوات وقد اشتري جـد الحميـدان المعـروفين بالرس هذين البئرين من قبيلة الظفير، وفي بداية القرن الحادي عشر الهجري حصل خلاف بين أبناء محمد بن على وأبناء آل عويصي أخوة هديب وأبنائه وأحفاده على زعامة البلد وتطور هذا الخلاف إلى معركة وقعت في السوق العام بالرس المسمى بالمفرق وذلك سنة 1050هـ وكان من نتيجة هذا الخلاف أن باع أحفاد العويصي نصيبهم على أحد القاطنين بالرس وانتقلوا إلى أقليم السر بأهاليهم وأولادهم وهم معروفون في الوقت الحاضر في بلدة الصوينع.

وتولى الامارة بعد ذلك عبد الله شارخ الدهلاوي وهو من سلالة محمد بن على ثم خلفه ابنه سعد حيث تولى الامارة في نهاية القرن الثاني عشر الهجري وبعد قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته الإصلاحية في نجد أصبحت الرس من أسبق بلدان القصيم إلى تأييد دعوته والانضمام إلى الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، ومن أعماله أن أغار مع جماعة من قومه ومساعديه سنة 1196هـ على سارحة غنم سعدون بن عويعر وكانت تسمى (الدغيموات) وذلك أثناء حصاره لبريدة وقد أشار إلى هذه الحادثة الشيخ حسين غنام في تاريخه حيث قال (وفي أثناء تلك المدة أغار سعد بن عبد الله أمير الرس مع جماعة من قومه على سارحة أولئك الاعراب فأخذوا غنم سعدون وكانت نحو أربعمائة في الحساب تسمى تلك الدغيموات) ويسمى أهل القصيم تلك الاغنام الدغيميات، وحرى بنا ونحن نتحدث عن الأمير سعد الدهلاوي أن نشير إلى أن الشاعرة المشهورة موضى الدهلاوية هي ابنته وقد أوردنا ترجمة عن حياتها مع نماذج من اشعارها في هذا الكتاب.

~ ويبقى الأمل ...