الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2019, 02:08 AM
المشاركة 486
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
مشهد جانبى للموت
بقلم : حسن خلف


الكفن ابيض ، نظيف ، معطر بالمسك والحزن ورائحة الحانوتى اللعين ! لابد انه احدهم !
كانت سلوى – وهى تلقى نظرتها الاخيرة علىٍٍٍٍٍِِِِِِ – حزينة وجميلة حتى
انى تمنيت لو اضاجعها لمرة اخيرة ! للاسف لم اترك بعضا منى فى احشائها ، فقط فى تلك اللحظة احسست بالعقم .
بذل الرجل جهدا خارقا لاخراجها ، اغلق الباب بالمفتاح ، اخرج من طيات ملابسه سكينا حادة لامعة شق بها صدرى وفتش قلبى فاخرج اشواقا واحزانا وثورات وقليل من الايمان ومعتقدات اغلبها فاسد ونزوات صغيرة وامرأة وحيدة ، تقعى على حزنها فى مدخل الشريان التاجى !
ابك الان يا سلوى فعما قليل سوف تنسين ، ربما تستسلمين زمنا لاحزانك لكنك فى النهاية سوف تخضعين لضغوط الاهل والاصدقاء والوحدة ونداء الجسد وامومتك المستلبة ، وربما تحبين الاخر اكثر ، لكن من يحبك مثلى ، من ينفث الدفء فى روحك ويمنح قلبك افراحا طازجة ، من ينزع رائحتى من مسامك ويمحو بصماتى من تحت جلدك ربما تحبين الاخر وربما وضع بذوره فى ارضك ، لو كان طرحك الاول ولدا فهل تسمينه باسمى ؟ بالطبع لا ، لكنه سيكون جميلا مثلك وربما اورثتهِ بعض صفاتى ، لن يكون للآخر شىء فيه ، ربما تحبين الاخر وهو يتلذذ بك – فى اوقات فراغه – كما يتلذذ بثمرة مانجو ، لكن من يقبل عينيك كل صباح ، لن يكون الآخر ولن اكون موجودا لافعل ، اننى ميت ، ميت ، هل تدركين معنى الموت ، انه الوحدة والظلام والبرد الذى يأكل عظامى انه الحياة بلا انت ِ

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4636

وحيدة كالقمر