الموضوع: O كانوا هنا .. O
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2019, 02:14 AM
المشاركة 272
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
الياسمينة الدمشقية

الياسمينة الدمشقية
بقلم الشاعر : ماجد الملاذي


في ذكرى الشاعر السوري نزار قباني الذي وافته المنيّة في لندن يوم 30/4/1998

أضْرَمْتَ نارَ الوجدِ في أشعاري
وحَملتَني شوقاً إلى سمَّاري

لدمشقَ ، للبلدِ الأنيقةِ ، تستقي
بردى ، وترقدُ في عيونِ هزار

ألفيتها : عطشى ، تموت من الظـَّما..
ثكلى تعاتبُ قسوةَ الأقدار

وعلمت أنَّ نزارَ أخلد مُتـْعـَباً ،
واختارَ للإغفـــاءِ خيرَ جوارِ

فذهبت أندبُ للمحافل شاعراً
ملِكاً ، تسنَّم سدرةَ الأشعارِ

ومضيت أبحثُ عن خرائطه التي
يهوى ، وعن قاموسه الثرثارِ

عنْ بلبلٍ ، صدَحتْ بلكنتِه الطيـ
ورُ ، و ناغمتهُ قلائدُ الأفكار

عن غوطةٍ ، كانت تشدُّ ضميره ،
لدمشقَ ، عن حوريَّةٍ وكناري

عن نمنمات الشرق ، عن محبوبةٍ
تختالُ في إشبيليا ، بخمارِ

عن عاشقٍ ، كانت خريطتُه : النسا
ءَ ، بخصرِهِنَّ يُشيدُ ألفَ مَزارِ

عن مُدنفٍ ، غرِقتْ مشاعرُه
ببحرٍ ، لا يُجيدُ به سوى الإبحارِ

عن قطَّةٍ ، ألِفتْ معالمَ كفِّهِ
وكتابِهِ المفتوحِ ، والقيثار

أثرت يداهُ الياسمينةَ فانتشتْ
وتسلَّقتْ كالشَّمسِ وجهَ جداري

فغدوت أنظم حِليَتي ، في ظلِّ با
سقةٍ ، تظلِّلُ كلَّ من في الدارِ

أزهو بها نظماً ، وأرمي زورقي الـ
ـورقيَّ في بحرٍ من الأعصارِ

فنانُ يرسم بالحروف حوادثاً
وممالكاً ، ومفاتناً ، وحواري

يحكي لكلِّ الناس ، يكتب بالهروغـ
ليفيِّ ، والعربيِّ ، والمسماري

فبكلِّ بيتٍ ، تستشفُّ له صدىً ،
وتطلُّ بسمتُه ، كطفلٍ بـــارِ

وتدورُ آياتُ الفتون بشِعرهِ ،
وتقومُ من بينِ الحروفِ صواري

تنسابُ في متنِ الأناقةَ ، مثلما الـ
أ فلاكُ تمخُرُ في عُبابِ بِحــارِ

حيناً ، ترى كيوبيدَ ، يلمَسُ قلْبَه
فتَسيلُ دمعتُه كنهرٍ جاري

ويعوم في ماء الخليج ، ليختلي
بعيونهنَّ . . يهيمُ في الأسفار

عَشِقَ الجَمالَ ، وهل تَرى بين الورى
حسناً يفوقُ جمالَ خلقِ الباري

وتراهُ حيناً يستبدُّ به اللظى
فيثورُ كالبركانِ ، كالإعصارِ

مازلتُ أجهلُ كيفَ يَكْتبُ جُملةً
بالياسمينِ ، وجملةً بالنارِ

إنْ كان تؤخَذُ للأمارةِ بيعةٌ
فالسيفُ يمهرُ فارسَ الأشعارِ
* * *
منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16919

وحيدة كالقمر