عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2010, 12:23 AM
المشاركة 37
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الثالث
- الطالب و كيف نصنع عنده دافعية التحصيل و كيف نراعي تنمية ملكاته الموجودة و مراعاة القدرات الذهنية المتفاوتة عند الطالب؟
من هو الطالب يا تُرى .؟
الطالب :هو ذلك الشخص الذي انتقل من منزله الصغير إلى عالم أكبر ليزداد من العلوم ،والمعرفة .
كان كعصفور صغير داخل عشه ، وحان الوقت أن يطير إلى عالم أكبر ، ويلزمه أن يتسلح بالعلوم النافعة ليعيش مع غيره من الناس وسط تنافس البقاء فيه للأصلح .
نعم هي الحقيقة في هذا العصر المدجج بالعلوم المتعاقبة والمتغيرة .
يختلف الناشئة من طالب إلى آخر (البعض يرغب الوصول إلى ما وصل غيره ، والبعض يريد البقاء كما بقي غيره ) فقلة التوجيه والرعاية الصادقة ، والأمينة هي من تزيد من تخلف الأمم . من هنا يأتي دور المجتمع ، ومن المسؤولية ملقاة على عاتقة .
لم يعد العنف يجدي الآن قد يكون في السابق له نجاحات ، وإخفاقات لكنه أثبت نجاحه لأسباب لا مجال لذكرها هنا . أما اليوم فأسلوب الترغيب أجدى ، ولا يختلف على هذا اثنان ، وكما قال صلى الله عليه وسلم ( الرفق ما كان في شيء إلاّ زانه. )
وضعت وزارات التربية والتعليم مجموعة من الأهداف لكل مرحلة دراسية بحيث تناسب تلك الأهداف كل مرحلة أعدت لها . كنت مع زميل لي قبل أيام ، وكنا نتحدث عن مشكلة حدثت في أحدى مدارس التعليم العام ، جاء المحققون ليتم التحقيق مع مدير المدرسة حول تلك المشكلة ، وكان مدير المدرسة من مديري المدارس المشهود لهم إلاّ أن وزارة التربية والتعليم لانتوانا في أي خطأ يحدث حتى لو كان أحد منسوبيها منت أجل وأفضل الناس المهم أخذ التحقيق مجراه ، ومدير المدرسة صامتا ينتظر الأسئلة الملقاة له ، وعند طلبهم الإجابة طلب منهم التريث إلى الغد ليستشير البعض في ذلك الخطأ الذي وقعوا فيه ، وفي اليوم الثاني وجد أن ما قدموا إليه يتنافي مع سياسة التعليم ، وأن ما قام به هو كان دور مثبت ، ومن واجبات المدير . حضروا في اليوم الثاني ، وكانوا يريدون الإجابة بفارغ الصبر لتتم العقوبة . كان يضحك ، وهم ينظرون إليه فقال : أنا سأشتكي ألا ترون ما قدمت إليه ؟، وأخرج تعميم صادر ، و ينص على ذلك الواجب ، وأخذوا ينظرون إلى بعضهم ، وطلبوا منه قفل الموضوع ، قال إذا كنتم أنتم لا تعرفون أهداف هذه المرحلة ، والتي نصت عليها سياسة التعليم فمن يفهما .؟ فبُهت الجميع ، وأخذوا حقائبهم ، وعادوا أدراجهم .
الطالب الصغير يختلف في أسلوب المعاملة بالنسبة للطالب الكبير ، لذا لابد من إتباع أساليب عدة لكي ننشيء لديه دافع للتعلم ومنها :
1ـالابتسامة في وجهة ، وعدم التكشير في وجهه فذلك يجعل ذلك الصغير خائفا لا يستطيع أن يعرف ما وراء ذلك العبوس .
2ـ النزول إلى تلك العقلية الصغيرة ، واللعب معهم في أوقات يحسن اللعب ، وعدم أخذ الأمور بجديّة ، حتى لا نثقل عليه في هذا السن المبكر .
3ـ الإصغاء إلى حديثه ، والترحيب بما يقول ، وعدم الرد المجحف أو نهره كي لا يحدث لديه تردد في المستقبل عندما يريد أن يدلي برأيه .
4ـ الإشادة به أمام زملائه الصغار ، وهذا الأسلوب يجعل في نفسية الطفل ثقة في نفسه ، ويزيده حبا لمعلمه .
5ـ تقديم الهدايا بين كل فترة وأخرى تشجيعا له ، ويعطي دافع للباقين في خلق روح المنافسة الشريفة بينهم .
6ـ الإكثار من المديح له أمام ولي أمره ( يتباهى أمام بقية الأسرة .)
7ـ يعطى بعض البرامج الصباحية في إذاعة المدرسة أمام الطلاب الصغار أما أناشيد صباحية ، أو مقتطفات مسرحية مع بعض الصغار من سنه .هذه الأساليب في نظري تزيد من ثقة التلميذ بنفسه ، وتجعله يزيد من التفكير في التقدم ، وقد تخرج مواهب كانت بداخل ذلك الصغير .
8ـ تلك الطرق السابقة ستكشف للمعلم بعض المكنونات من المواهب ، والتي تبدأ تطفو شيئا فشيئا إذا وجدت من ينميها مع المراحل الأخرى .
هذه الطرق ستحفز التلاميذ وتزيد من التنافس الشريف بينهم ، وسنجد منهم ما تقر به العيون .
أما بالنسبة للطالب الكبير خصوصا في المرحلتين الإعدادي والثانوي ) وهنا نركز على المرحلة الثانوية باعتبارهم غدوا رجالاً:
1ـ احترام رأيه ، دون توجيه الخطأ مباشرة .
2ـ القدوة الحسنة من قبل المعلم ، فلا يفعل عملا هو ، وينهى الطالب عنه .
3ـ التشجيع المستمر لأي عمل يستحق الإشادة به ، فلا ينبغي أن يترك الطالب المثابر دون تشجيع من معلمه ، أو حتى من إدارة مدرسته .
4ـ إشعاره برجولته ، وأنه أصبح رجلا يعتمد عليه خصوصا في هذا السن ( المراهقة ) لكون الطالب في هذا الوقت يعتز برأيه ، ويعتبر من يخالفه ينتقص من شخصيته ، لكن الأسلوب المقنع هو أجدى خصوصا من المعلم الذي يحسن التعامل مع هذه الحالات .
5ـ عدم مد اليد عليه بأي وسيلة كانت ،فقد يستثيره أمام زملائه ، ويعتبر ذلك العقاب انتقاص من قيمته ، وقد تحدث لديه ردة فعل أكثر عنفا .
6ـ مصاحبته وزملائه في رحلات مدرسية تحت إشراف المدرسة .ففي هذه الرحلات سيكشف أشياء قد تخفى علينا داخل الصف ، ومن ثم تداركها داخل أسوار المدرسة .
7ـ تكليفه بمهمات داخل المدرسة ( عريف لفصله ـ أو من المشاركين في الأنشطة المدرسية ـ أو المسارح المدرسية ) مع أهمية متابعة تصرفاته دون أن يشعر بمتابعتك له .
8ـ مشاركته بعض همومه التي يعاني منها سواء كان ذلك داخل مدرسته أو حتى داخل الأسرة ، الكثير من لطلاب يقع تحت وطأت بعض المحن ، والتي يحتاج من المعلم الوقوف إلى جنبه ، فهذا الأسلوب يجعل من المعلم صديق للطالب ، وسيجد من ذلك الطالب كل محبة وتقدير . أعرف بعض المعلمين لديهم صلات بطلابهم حتى بعد تخرجهم من الجامعة ، ولهم لقاءات شهرية أو أسبوعية تجمعهم ، وتعيد لهم ذاكرة تلك الأيام .
9ـ إنارة الطريق أمامه ، والتوجيه الصحيح فيما يتناسب ، ومقدرته العلمية ، خصوصا أن بعض الطلاب لا يجد التوجيه السليم داخل البيت أو حتى من أقاربه فهنا يأتي دورك أخي المعلم لتنال بذلك خير في الحياة الدنيا ، والآخرة ، ولك أن تنظر بعد أن تلتقي به بعد تخرجه من الجامعة ، سيقول لك جزاك الله عني خيرا ، لكونه الآن أصبح أكثر إدراكا من ذي قبل ، وعرف قيمتك ، وتلك التوجيهات التي كنت تسديها إليه .
10ـ تنمية مواهب المبدعين منهم ، وتقديم الهدايا لقاء جهود المتميّز منهم ، أعرف أن بعض المدارس الخاصة تنشر أسماء المتميزين في بعض الصحف اليومية ، وإرفاقها بصورهم هذا الأسلوب تخلق لدى الطالب شعور بأهمية ما قام به . البعض من الطلاب في هذا السن لديه القدرة على الإبداع والابتكار فحليُّ بالمعلم ، والمرشد الطلابي ، ومدير المدرسة أن يهتموا بهذا الطالب ، وتقديمه إلى المسئولين عن رعاية الموهوبين لتتم متابعته ، وزيادة مواهبه المكنونة بداخلة .
11ـ لكل طاقة منحه الله ، لذا على المعلم أن يراعي الفروق الفردية بينهم ، سواء كان ذلك في إعداد الأسئلة ، أو حتى بعض المهام التي يسندها المعلم لهم .