الموضوع: شرك الموساد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2019, 06:59 PM
المشاركة 95
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: شرك الموساد ..
لأعصاب المرتجفة
كان الجو مشحوناً بالغضب، ينبؤ بعاصفة عاتية قد تحيل الاجتماع الى معركة، فمائير عاميت ببذته العسكرية يتفرس وجه مساعده ياكوف كاروز بنظرات نارية، بينما كاروز تنطلق منه الكلمات كالمدافع، معارضاً فكرة رئيسه في اللجوء الى عملائهم في موسكو، لرصد الطيارين العرب المتواجدين هناك، في دورات تدريبية.

عزز كاروز معارضته بسرد طويل لأعمال المخابرات السوفييتية ضد إسرائيل، والتي بدأت حتى قبل إعلان الدولة عام 1948، مستشهداً بآخر الفضائح المأساوية التي هزت إسرائيل وزلزلتها، بانكشاف خيانة إسرائيل بير.

انطلق كاروز يفند أسباب معارضته، بينما لم يبعد عاميت عن عقله كون كاروز من أقرب المتعاطفين مع عدوه إيسير هاريل، وأكثرهم حنقاً لاحتلاله منصبه. فبرغم اختياره مساعداً له لامتصاص غضب أشياع هاريل، إلا أنه كان كثير الولاء لسلفه، وكان يجاهر بذلك في وقاحة.

قال كاروز:
- كانت المخابرات السوفييتية دائماً تتجسس علينا، وتعتبر أن إسرائيل ذات أفضلية في عمل الاستخابارات، معتمدة في اختراقها لأمننا على العدد الكبير من المهاجرين السوفييت، والكتلة الشرقية، الذين وصلوا الى البلاد منذ الاستقلال. وفي نهاية عام 1947 شكلت مجموعة خاصة من الـ k.g.b. لتدريب هؤلاء المهاجرين اليهود للعمل في "فلسطين" – أقصد – قبل إعلان دولة إسرائيل – وترأس إحدى هذه المجموعات المقدم فلاديمير فيرتيبركوف، وكذلك العقيد ألكسندر كوروتكوف، ونظراً لتميزهما رقياً الى رتبة جنرال، وأصبح فيرتيبركوف رئيساً للمخابرات السوفييتية في تل أبيب، مستخدماً اسم "العم فولوديا" بين أصحابه.

وقال الرئيس الأسطورة – إيسير هاريل – (يقصد مضايقة عاميت) بعد ذلك: (كان المهاجرون يخبروننا حال وصولهم، ونقول لهم إهدأوا، والآن بعدما أخبرتمونا، ما هي مماسكهم عليكم. . ؟ إذا ضغطوا عليكم الآن قولوا لهم فلتذهبوا الى الجحيم).

وأضاف كاروز في انفعال:
- نشر في كتاب (الدم والنفط والرمال) : (على رغم الغربلة الشديدة، فقد تضمنت موجات المهاجرين السوفييت الى إسرائيل، رجالاً ونساءً كرسوا أنفسهم للإطاحة بالحكومة الإسرائيلية، وإنشاء دولة شيوعية في قلب الشرق الأوسط).
لقد تخلى الكرملين عن دعمه لنا، ولجأ الى إقامة علاقات صداقة مع العرب، مخططاً لعزل الأقلية اليهودية في الاتحاد السوفييتي.

وكأنه ممثل يؤدي دوراً على المسرح:
- ألا تذكر يا سيدي الرئيس حالة القلق التي انتابت الروس، إزاء الاستقبال الحاشد الذي نظمه يهود موسكو لجولدا مائير، أول ممثل لإسرائيل في الاتحاد السوفييتي.. ؟ لقد أخذتهم المفاجأة يومها وأدهشتهم ..
ألا تذكر أيضاً "زئيف أفني" موظفنا في السفارة الإسرائيلية ببلغراد، وماذا فعل معه الروس. .؟ أليس هذا دليلاً على نوايا السوفييت تجاه دولتنا. .؟

وهل نسينا قضية "أهارون كوهين"
ايضاً، لكي نجيء اليوم ونناقش عملية كهذه في بلد يعمل كل شعبه جواسيس ومخبرين لصالح جهاز مخابراتهم. . ؟

صرخ عاميت محتداً:
- كفى . . كفى . . أتعطي تلامذتك محاضرة يا كاروز . . ؟ ألم تتعب من الكلام . . ؟

علق كاروز غاضباً:
- إنني أحاول أن أبرهن بالأدلة، أننا لن ننجح قط في موسكو، وبدلاً من إضاعة الوقت هباء، علينا أ، نعتمد على رجالنا في فرنسا، ونطلب منهم تسخير جهودهم في البحث عن طيارين عرب، يتلقون دورات في أكاديميات أوروبا، أو يقومون بزيارات سياحية هناك.

انفجر عاميت في مساعده:
- أنت تضايقني بغبائك أيها الأبله، أوتظن أنني أجهل نواياك الخبيثة، لا تنتظر مني أن أبعث بك الى باريس، وقد أكل قلبك الحنين الى مواخيرها. إن رجالنا في كل أوروبا يجوبون كل شبر، يتشممون كالكلاب البوليسية رائحة كل عربي، وينقبون الفنادق والمتاجر والمطارات عن ضالتنا، التي لم تظهر بعد. ترى هل وجودك هناك سيؤدي الى نتيجة أفضل. . ؟ لا أعتقد. . لكنني على ثقة من أن صمتك خير علاج لغرورك. .

وبينما الاجتماع العاصف منعقد، دخل أحد الموظفين وناول عاميت ورقة، ما إن قرأ كلماتها القليلة حتى تهلل وجهه، وضرب بيده المكتب بقوة وهو يصيح:
- مدهش . . عظيم جداً.