الموضوع
:
العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
عرض مشاركة واحدة
11-12-2019, 12:55 PM
المشاركة
181
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6405
المشاركات:
25,776
رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
أي بني: ثم عليك العامة، فاستدع رضاها بالعدل عليها، واستجلب مودتها بالإنصاف لها، وتحسن بذلك لربك، وتزين به في عين رعيتك، واجعل عمال القدر، وولاة الحجج مقدمة بين يدي عملك، ونصفة منك لرعيتك؛ وذلك أن تأمر قاضي كل بلد، وخيار أهل كل مصر، أن يختاروا لأنفسهم رجلاً توليه أمرهم، وتجعل العدل حاكماً بينه وبينهم، فإن أحسن حمدت، وإن أساء عذرت، هؤلاء عمال القدر وولاة الحجج. فلا يضيعن عليك ما في ذلك - إذا انتشر في الآفاق، وسبق إلى الأسماع - من انعقاد ألسنة المرجفين، وكبت قلوب الحاسدين، وإطفاء نيران الحروب، وسلامة عواقب الأمور. ولا ينفكن في ظل كرامتك نازلاً، وبعراً حبلك متعلقاً رجلان: أحدهما كريمة من كرائم رجالات العرب، وأعلام بيوتات الشرف، له أدب فاضل، وحلم راجح، ودين صحيح. والآخر له دين غير مغمور، وموضع مدخول، بصير بتقلب الكلام، وتصريف الرأي، وإيحاء الأدب، ووضع الكتب عالم بحالات الحروب، وتصاريف الخطوب، يضع آداباً نافعة، وآثاراً باقية؛ من تجميل محاسنك، وتحسين أمرك، وتحلية ذكرك، فتستشيره في حربك، وتدخله في أمرك؛ فرجل أصبته كذلك فهو يأوي إلى محلتي، ويرعى في خضرة جناني: ولا تدع أن تختار لك من فقهاء البلدان، وخيار الأمصار، أقواماً يكونون جيرانك وسمارك، وأهل مشاورتك فيما تورد، وأصحاب مناظرتك فيما تصدر. فسر على بركة الله، أصحبك الله من عونه وتوفيقه دليلاً يهدي إلى الصواب قلبك؛ وهادياً ينطق بالحق لسانك.
وكتب في شهر ربيع الآخرة سنة سبعين ومائة ببغداد.
رد مع الإقتباس