الموضوع: مطرود من القصر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
21

المشاهدات
9636
 
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مها عبدالله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,311

+التقييم
0.67

تاريخ التسجيل
Jul 2019

الاقامة

رقم العضوية
15856
10-30-2019, 01:41 AM
المشاركة 1
10-30-2019, 01:41 AM
المشاركة 1
افتراضي مطرود من القصر
من حكايات جدتي / مطرود من القصر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قصة رائعة
رغم أن القصة موجهة للأطفال , ولكني أجزم أن الكبار أحوج لها من الصغار .. وخصوصا في هذا الزمان الذي عمت فيه الفتن والرزايا وظهرت علامات الساعة .. يمكنكم أن تحكوها لأطفالكم أو لأنفسكم أو لأي أحد كان
القصر الفسيح

يا له من قصر فسيح, أهذه البساتين الرائعة كلها لي !! أنا أملكها....!! إنها صنوف من النعيم لم أر مثلها من قبل! خدم وغلمان, ألعاب, طعام وشراب لم أذقه من قبل, أرائك و..، و..., ما هذا؟ وما ذلك .. ؟ ما شاء الله لا قوة إلا بالله, اللهم بارك. أين أنا؟ ومن أين لي كل هذه المتع والنعم؟! يا الله ماذا يحدث؟ لماذا تطردوني؟ لقد أخرجوني من القصر, الجو قارس, أتضور جوعاً, أرجوكم أتوسل إليكم أعيدوني, يارب يارب، آه آه. فجأة ظهر بجانبه شيخ طيب سأله :
ما بك يا بني، اهدأ ولا تبكِ سوف أقول لك ماذا حدث معك؟
ما اسمك يا بني؟
قال الفتى مندهشا وخائفا :
اسمي حافظ، بالله عليك يا شيخ، قل لي أين أنا؟ ولماذا طردت من هذا القصر الرائع، ولماذا حرموني من كل هذه النعم الجميلة والحياة المترفة الهادئة؟

الشيخ الكبير: إن ما حدث معك يحدث مع الكثير من الصبيان.
والسبب في الحرمان أنــــك كســـــــــــلان
كنت تقرأ القرآن وتحفظــــــه بالبيــان
وتصلي للرحمن فتفوقت على الصبيان
وأصبحت صاحب بستان وعندك قصر وغلمان
بتسبيحك للرحمن وصلاتك على العدنان
حتى صاحبك الشيطان ووسوس لك بالبطلان
وزين لك العصيان وصدك عن القــــــرآن

وأضاف الشيخ بحزن شديد :
- وا أسفاه يا بني كنت من المصلين الذاكرين, تتلو كتاب ربك, فما زالت الملائكة تبني لك بيتك وتغرس لك غرسك في الجنة, لكنك هجرت القرآن وتكاسلت عن الصلاة يوما فيوم، وشغل الشيطان لسانك عن الذكر والتسبيح، فأصبحت تخسر وتبعد عن قصرك وبستانك حتى خرجت, وانظر معى من ترى من بعيد؟

صار الفتى يحملق بعينيه ليتأكد مما يراه .. صاح غير مصدق :
- من هذا؟ إنه رجل حزين ويكاد يشبه أبي, لكن ما سبب حزنه وبكائه؟ هل طرد من قصره هو أيضاً؟

الشيخ: والدك كان متوجا بتاج، وكان فرحا وسعيدا لأنك كنت تحفظ القرآن.
لكنك توقفت وتركت الذكر، فنزع عنه التاج، وأصبح حزينا. أترضى لنفسك ولوالدك بهذه التعاسة والحرمان؟!

حافظ: لا لا يا حسرتاه، ياليتني لم أتبع الشيطان، ولم أسهُ طوال الوقت في اللعب واللهو مع أصحابي، آه آه.
سمع صوت أمه قادم من بعيد :
الأم: ما بك يا بني؟ ماذا أصابك يا حافظ ؟ لماذا تبكي يا بني؟
قم ياحبيبي من نومك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

حافظ: بسم الله, الحمد لله الذي أرسل لي رسالة تردني للحق، وتذكرني بما نسيت, إن شاء الله من اليوم يا أمي أعود وأنتظم في حفظ القرآن الكريم, ولن أعصي أوامرك أنتِ وأبي.

حافظ: هرع إلى صلاه الفجر بصحبة أبيه فى المسجد، وأخذ يعاهد والده على المواظبه على حفظ القرآن.

يمكننا أن نرسخ العديد من القيم والسلوك المرغوب فيه من خلال أحداث القصة، وبالحوار المثمر حولها مع الأبناء، ونؤكد على ما نرغب فيه بالفعل والتطبيق العملي.

- ربط الطاعة بثوابها وتكرار ذلك وتخيله.
نقرب الصورة على أرض الواقع لو يلاحظ الابن زرعه وهو ينمو كلما رعاه وسقاه، فكذلك دوام ذكرك لله تغرس لك الملائكة نخلاً وشجراً بالجنة.
- حافظ القرآن يتوج والديه بتاج, نشجع الابن على الحفظ برصد الهدايا, يتوج بتاج, نقيم له حفلا وندعو لها الأقارب والأصدقاء احتفالاً وتتويجا لإتمام حفظه سورة تلو الأخرى.
- يجب أن يجد الاهتمام والحرص منا على علاقته بالله، مثلما يجده لمستواه الدراسي أو الرياضي، بل التربية الإيمانية الأولى، وأولأً وهي تأتي بباقي أنواع التربية على أفضل صورها.

حفظ القرآن، تاج الوقار، صلاة الفجر.
منقول