الموضوع: شرك الموساد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2019, 07:02 AM
المشاركة 85
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: شرك الموساد ..
الفصل الأول
تلك الخرافة الملعونة . . نريدها . .

نريدها سليمة في أزهى ثيابها وحُلّيها. .

لنزيل بها حاجز الخوف القابع بصدور طيارينا ..

ونتحسس ملكاتها الأسطورية التي يخيفنا العرب بها.

فبامتلاكها . .

سوف نضمن الغلبة لإسرائيل . .

ونُؤمّن بذلك مستقبل دولتنا . .

وأولادنا . .

الى الأبد . . !!


"ديفيد بن جوريون"

بين هاريل وعاميت
في بداية الستينيات من القرن الماضي، كانت أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعاني خللاً متصاعداً منشؤه تعارض المهام والاختصاصات، ذلك أن رئيس الموساد – ايسير هاريل – والمقرب جداً لرئيس الوزراء، كان يفرض هيمنته أيضاً على جهاز المخابرات العسكرية – أمان - ، في الوقت الذي كانت فيه "أمان" تعاني من مشكلات أخرى عديدة، تعوق نشاطاتها وتحد من انطلاقها.

فحتى ذلك الوقت، كان قد تولى رئاستها أربعة جنرالات، استبعد ثلاثة منهم وأجبروا على التخلي عن المنصب، أيسير بيري كان أولهم عام 1949 لانتهاكات حقوق مدنية، وجاء من بعده بنجامين جيبلي عام 1955، الذي أبعد إثر فضيحة لافون في مصر، ومن بعده ياهو شافات هاركابي عام 1958، لسوء إدارته في عملية تعبئة لاحتياطي الجيش.

أما رئيس أمان الرابع، الجنرال حاييم هيرتزوج ، فقد فضل أن ينسحب بعدما فشل في إبعاد هاريل عن جهازه، محتجاً على سكوت رئيس الوزراء – بن جوريون – إزاء تدخلات هاريل.

وباستقالة هيرتزوج في فبراير 1962، فكر بن جوريون في مائير عاميت، الذي كان وقتها جنرالاً في جيش الدفاع، ورأى أنه الأنسب لرئاسة المخابرات العسكرية، بيد أن أيسير هاريل اعترض بشدة، ربما لمعرفته بمكانة عاميت ونفوذه داخل الجيش، وربام أيضاً لتخوفه من نوايا بن جوريون، حيث اتجهت ظنونه الى أنه يعده خلفاً له، خاصة وأن علاقته برئيس الوزراء آنذاك كانت قد تضاءلت، وأحاطها الفتور.

وباستماتة حاول هاريل إقناع رئيس الوزراء بخطورة اختيار عاميت، كجنرال عسكري يفتقر خبرة رجل المخابرات، لكن بلا فائدة.

من جهته، انتاب عاميت القلق المصحوب بالتوتر، ذلك لأن جهاز أمان كان في حالة من عدم الاتزان، وتسوده العلاقات الخاصة والمصالح، مما أثر على مهامه في خدمة الدولة، ونأت به الى مهام أقل أثراً بسبب نفوذ هاريل، فضلاً عن أنه – أي عاميت – كان يفضل الحياة العسكرية، والزي العسكري، ولم يتعود بعد على الحياة بالزي المدني، قابعاً خلف المكاتب والأوراق.

لكن ما إن تولى عاميت منصبه، حتى سعى للالتقاء بهاريل في محاولة جادة لتوطيد علاقته به، لتخفيف حدة الكراهية والتنافس بين الجهازين.

وفي اجتماع مطول ضمهما، أكد عاميت على ضرورة نبذ الخلافات، والتنسيق المشترك بينهما فيما يتعلق بأمور الدفاع عن الدولة، موضحاً أن عمل الجهازين يصب في النهاية في بوتقة واحدة، تخدم أمن إسرائيل ومصالحها، وتوجا الاجتماع بالاتفاق معاً على ضرورة التعاون الوثيق، لتحقيق حلم امتلاك طائرة ميج 21 عربية.

لكن الخلافات ما لبثت أن اشتدت بين رئيسي الجهازين، وهي خلافات بعيدة عن الهدف المرسوم، سببها التعارض في أسلوب التطبيق الفعلي للعمليات.

فهاريل رئيس الموساد كان منسقاً بارعاً، ومحللاً فذاً، بينما كان عاميت عبقرياً في الاستراتيجية العسكرية. لذلك اصطدمت رؤيتيهما الخاصة لمعالجة الحدث، وبدا كلاهما مختلفاً في معايير الدراسة والتخطيط.

ففي حين انشغال عاميت بفهرسة قوائم الطيارين العرب، وتحليل البيانات والمعلومات التي يتوصل اليها أولاً بأول، آثر هاريل أن يجوب عواصم أوروبا بحثاً عن طفل يهودي مختطف ، وينام داخل سيارته يرتجف من البرد، معرضاً أمنه الشخصي للخطر، وهو يقود فريقاً من أكفأ رجاله دون أدنى أمل، مهملاً أموراً أعظم أهمية تتطلب وجوده في إسرائيل، الى أن تفجرت قضية العلماء الألمان في مصر، عندما ألقى القبض في سويسرا على عميلين للموساد هددا ابنة عالم ألماني يعمل في القاهرة، وكانت فضيحة مدوية، بسببها تهددت العلاقة الدبلوماسية بين بون وتل أبيب، ووقعت الكارثة على رأس هاريل كالصاعقة.

وفي 26 مارس 1963، كان عاميت في مهمة خاصة، عندما طُلب منه أن يتصل على وجه السرعة برئيس الوزراء، وبعد ثلاث ساعات وصل عاميت لمكتب بن جوريون في كيريا بتل أبيب، فصافحه ببشاشة وأطلعه على استقالة هاريل وبموافقته عليها، ودون أن يسأله عن رأيه فاجأه بقوله:

"أنت رئيس الموساد المقبل، وسوف تكون مسؤولاً فقط عن التجسس في الخارج. أما مكافحة التجسس في الداخل فمن مسؤولية الشين بيت .

لم يكن مائير عاميت يصدق ما يسمعه، إذ ألجمته الدهشة ولم يعلق سوى بهمهمة غير مفهومة، ثم تمالك زمام نفسه أخيراً، وتعهد لرئيس الوزراء بأنه سيقوم على مهام بأمانة وإخلاص، وسيولي موضوع الطائرة الميج 21 أهمية خاصة وزائدة من أجل اقتنائها في أسرع وقت.

كان عاميت أول رئيس للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، يتولى رئاسة جهاز الموساد، لذلك فقد استبشر به بن جوريون خيراً، وتوقع أن يتحسن آداء الموساد على يديه، تعززه القدرة على التنسيق نتيجة خبرته، ودوره المزدوج في الموساد وأمان.

هذا أيضاً ما توقعه كبار رجال المخابرات والجيش. بيد أن الأمر لم يكن سهلاً تماماً أمام آميت، فهو أول رجل من خارج الموساد يتولى رئاستها، خاصة، وقد جاء بعد أيسير هاريل، الذي مكث أكثر من ربع قرن يجمع الموساد والشين بيت بين أصابعه، حتى أطلق عليه "بطريك المجتمع السري".

وفي مقر الموساد، لم يكن استقبال عاميت مطمئناً، فقد كان ما يزال يرتدي زيه العسكري الذي يعتز به، وفوجئ بهاريل بالمكتب يجمع أوراقه، فتصافحا في فتور، ثم خرج هاريل مكتئباً، بينما انهمرت دموع سكرتيراته الثلاثة. وواجه عاميت مأزرق الاستقالات الجماعية لأنصار هاريل، مستهلاً عمله في جو مشحون بالتوتر، والمرارة، ولكنه نشط في حماس في فتح ملف الميج 21، يملؤه إصرار عميق على إنجاز مهمته. . !!